في تطور غير مسبوق بتاريخ الجيش الإسرائيلي، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن الجيش لجأ إلى الشركات الخاصة لتصليح الدبابات والآليات العسكرية المتضررة في المعارك، وذلك للمرة الأولى. هذا التحول يأتي في ظل الضغوط الكبيرة التي تواجه مراكز الصيانة التابعة للجيش نتيجة العدد المتزايد للدبابات والمعدات المتضررة، لا سيما في المعارك الدائرة في قطاع غزة وجنوب لبنان.
لطالما كان مركز الصيانة التابع للجيش هو المسؤول عن إصلاح الدبابات والآليات، لكن مع ارتفاع حجم الأضرار وتزايد الحاجة الملحة لاستعادة جاهزية هذه المعدات بسرعة، أصبح الجيش مضطراً للبحث عن بدائل سريعة وفعالة. إذ أن تأخير صيانة هذه الآليات يعوق قدرة الجيش على الاستمرار في تنفيذ عملياته العسكرية بكفاءة، خاصة في ظل التصعيد المستمر على جبهتي غزة وجنوب لبنان.
تأتي هذه الخطوة في إطار سلسلة من التحديات اللوجستية التي تواجهها المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، والتي تسعى لتكييف نفسها مع طبيعة الحروب الجديدة، التي تتطلب تجهيزات سريعة ومتواصلة لمواجهة الفصائل المقاومة في المنطقة.
هل يشير هذا التطور إلى ضعف داخلي في النظام اللوجستي للجيش الإسرائيلي؟ أم أنه تكيف طبيعي مع واقع الحرب الحديثة؟ في كل الأحوال، ستظل هذه الخطوة موضع جدل في الأوساط الإسرائيلية، وقد تكون بداية لتغيرات أعمق في طريقة إدارة العمليات العسكرية الإسرائيلية.