في تطور لافت على الساحة اللبنانية، وجهت النائبة ستريدا جعجع رسالة مفتوحة لرئيس مجلس النواب نبيه بري، مطالبة إياه باتخاذ "موقف تاريخي" تجاه الأحداث الجارية التي تعصف بالطائفة الشيعية ولبنان بشكل عام. جاء في رسالة جعجع دعوة إلى بري للتحرك من أجل إخراج الطائفة من "سياسة المحاور" التي باتت تشكل عبئاً على أبنائها، مشيرة إلى تخلي النظام السوري، بقيادة بشار الأسد، عن حزب الله بعد أن دفع الحزب بمئات من شبابه في سبيل حماية ذلك النظام.null
معاناة الطائفة الشيعية ودور نبيه بري
استهلت جعجع رسالتها بالتأكيد على معاناة الطائفة الشيعية التي وصفتها بأنها "نكبة عصيبة"، مشيرة إلى أن الشيعة في لبنان عانوا من تداعيات الحروب والتحولات الإقليمية، التي خلفت وراءها ضحايا وشردت الكثيرين منهم. وطالبت جعجع بري بالاقتداء بكبار رجال الطائفة الشيعية أمثال الإمام موسى الصدر والشيخ محمد مهدي شمس الدين، واتخاذ موقف شجاع وجريء ينقذ الطائفة من الوضع المتأزم الذي تعيشه.
تخلي النظام السوري عن حزب الله
أبرز ما جاء في رسالة جعجع هو توجيه انتقادات لاذعة للنظام السوري، معتبرة أن بشار الأسد وأخاه ماهر تخلوا عن حزب الله بعدما استنزفوا قدراته وشبابه في حماية نظامهم. وقالت إن الأسد استغل الشيعة اللبنانيين كوقود لحماية نظامه، ولكنه تخلى عنهم عند أول منعطف، حيث منع ماهر الأسد عناصر الحزب من اللجوء إلى سوريا خوفاً من استهدافهم. واعتبرت جعجع هذا التصرف دليلاً واضحاً على أن الأسد استعمل شباب الشيعة فقط لخدمة مصالحه.
إيران وموقفها من الأحداث اللبنانية
كما لم تغفل النائبة اللبنانية الإشارة إلى دور إيران في تأجيج الصراع، متهمة إياها بإشعال الفتن في لبنان دون تقديم أي دعم حقيقي لحزب الله. وأوضحت أن إيران تكتفي بتوجيهات سطحية وتحريض ضمني لاستمرار المعارك في لبنان، دون أن تتكبد عناء حماية شباب الشيعة الذين يقاتلون على أرض لبنان. وأضافت أن إيران تستخدم شباب الطائفة كأداة لتحقيق مصالحها الخاصة، بينما ينعم مواطنوها بالاستقرار.
دعوة إلى اتخاذ قرارات مصيرية
في ختام رسالتها، طالبت جعجع بري باتخاذ "قرارات مصيرية" تواكب اللحظة التاريخية، وحثته على إعادة الطائفة الشيعية إلى قلب الدولة اللبنانية. ودعته إلى التزام تطبيق القرارات الدولية، مثل القرارين 1701 و1559، والابتعاد عن سياسة المحاور التي تسببت في انهيار لبنان ودمار اقتصاده.
وأضافت جعجع: "نحن لبعضنا البعض، والدولة هي المظلة الوحيدة التي تحمينا جميعاً". ودعت بري إلى العودة بالطائفة الشيعية إلى المبادئ التي أرساها الإمام موسى الصدر والشيخ شمس الدين، والتي تدعو إلى الاندماج الكامل في المجتمع اللبناني دون تمييز أو عزل.
رسالة تحمل دعوة للتغيير
رسالة ستريدا جعجع إلى نبيه بري تعكس تحولاً في الخطاب السياسي اللبناني، حيث تطالب بوقفة شجاعة وتاريخية في مواجهة الأحداث الجارية. الدعوة إلى إعادة بناء الدولة اللبنانية على أسس الوحدة الوطنية تظل في صلب الرسالة، التي تهدف إلى تحقيق استقرار حقيقي لجميع اللبنانيين، بعيدا عن سياسة المحاور والتدخلات الخارجية.