شهدت أسعار أسطوانة الغاز في مصر رحلة طويلة من الاستقرار إلى أن حدثت القفزات المتتالية في آخر 11 سنة ، حيث ظلت ثابتة لمدة عشرين عامًا خلال فترة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، ثم بدأت سلسلة من الزيادات الكبيرة بعد عام 2011، لتصل نسبة الزيادة إلى ما يقرب من 2000% في آخر عشر سنوات فقط.
المحطة الأولى: استقرار طويل وزيادة طفيفة في 2012
في عام 1991، كان سعر أسطوانة الغاز ثابتًا عند 2.5 جنيه وظل هكذا حتى عام 2012،طوال هذه الفترة، حافظت الحكومة على استقرار سعر الأسطوانة، مما جعل الغاز المنزلي أحد أكثر السلع استقرارًا من حيث التكلفة.
وفي 2012 شهدت أول زيادة كبيرة لتصل إلى 5 جنيهات، ما يمثل زيادة بنسبة 100%.
المحطة الثانية: الزيادة التدريجية في 2013
بعد عام واحد من الزيادة الأولى، في عام 2013، قررت الحكومة رفع سعر الأسطوانة من 5 إلى 8 جنيهات، ما يعادل ارتفاعًا بنسبة 60%. ورغم التحديات الاقتصادية التي بدأت تواجهها البلاد في تلك الفترة، كانت هذه الزيادة لا تزال مقبولة نسبيًا من قبل المواطنين.
المحطة الثالثة: بداية الزيادات الكبيرة في 2016
عام 2016 كان نقطة تحول رئيسية في أسعار الغاز، حيث قفز سعر الأسطوانة من 8 إلى 15 جنيهًا، بزيادة بلغت 87.5%.
هذا العام شهد بداية سلسلة من الزيادات الحادة التي لم تتوقف حتى اليوم.
المحطة الرابعة: قفزة هائلة في 2017
في عام 2017، أعلنت الحكومة عن زيادة جديدة بنسبة 100% دفعة واحدة، ليرتفع سعر الأسطوانة من 15 إلى 30 جنيهًا. كانت هذه الزيادة بمثابة صدمة لكثير من الأسر المصرية، حيث تضاعف سعر الأسطوانة في فترة قصيرة جدًا.
المحطة الخامسة: الزيادات تستمر في 2018
استمرت الزيادات في الأعوام اللاحقة، حيث ارتفع سعر الأسطوانة مرة أخرى في عام 2018 ليصل إلى 50 جنيهًا، بزيادة 66.7% مقارنة بالسعر السابق.
هذه الزيادة كانت ضمن سلسلة زيادات تهدف لتقليص الدعم الحكومي على الطاقة.
المحطة السادسة : القفزة الكبيرة في 2024
وصل سعر أسطوانة الغاز في بداية عام 2024 إلى 100 جنيه، لكن الصدمة الكبرى جاءت مع القرار الأخير الذي أصدره رئيس الوزراء مصطفى مدبولي بزيادة بنسبة 50% دفعة واحدة، ليرتفع السعر إلى 150 جنيهًا. وبهذا، تكون أسعار الأسطوانة قد ارتفعت بنسبة 2000% خلال آخر عشر سنوات فقط، حيث قفزت من 8 جنيهات في 2013 إلى 150 جنيهًا في 2024.
تعد هذه الزيادات الحادة في أسعار أسطوانة الغاز جزءًا من السياسات الحكومية التي تهدف إلى رفع الدعم عن الطاقة، لكنها في الوقت نفسه تمثل عبئًا كبيرًا على الأسر المصرية، التي باتت تواجه تكاليف معيشة مرتفعة بشكل غير مسبوق.