أفادت وسائل إعلام فلسطينية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اغتالت ظهر اليوم الخميس، محمد جابر، المعروف بلقب "أبو شجاع"، قائد كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس، إلى جانب أربعة من أفراد الكتيبة في اشتباك مسلح بمخيم نور شمس في الضفة الغربية، وذلك بعد عملية عسكرية موسعة بدأت يوم الأربعاء.
من هو أبو شجاع؟
محمد جابر أبو شجاع، الذي ولد عام 1998 في مخيم نور شمس بمحافظة طولكرم لعائلة مهجرة من حيفا منذ نكبة 1948، كان أحد مؤسسي كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي. بدأ مسيرته في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي في سن مبكرة، حيث تعرض للاعتقال لأول مرة وهو في السابعة عشرة من عمره، ونجا من عدة محاولات اغتيال واعتقال لاحقة.
أبو شجاع كان من أبرز المطلوبين لقوات الاحتلال، التي وصفته بأنه "شخص يزعزع الاستقرار في شمال الضفة الغربية". تحت قيادته، توسعت كتيبة طولكرم بشكل كبير، حيث ضمت إلى صفوفها عددًا متزايدًا من الشباب المقاومين. على الرغم من ملاحقات الاحتلال ومحاولات اغتياله، واصل أبو شجاع قيادة الكتيبة وتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية.
شائعات كثيرة حول اغتياله
في أبريل 2024، ادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه قتل أبو شجاع بعد قصف منزل كان يتحصن فيه بمخيم نور شمس. إلا أن الكتيبة نفت ذلك، وظهر أبو شجاع لاحقًا في تشييع شهداء في طولكرم متحديًا الاحتلال الذي زعم قتله.
ومع تصاعد المطاردة، تعرضت عائلة أبو شجاع أيضًا للاستهداف، حيث فقد شقيقه محمود خلال اقتحام الاحتلال للمخيم، واعتقل شقيقه الأكبر عدي عدة مرات، بالإضافة إلى شقيقه الأصغر أحمد. كما قام الاحتلال بتفجير منزل عائلته، مما أدى إلى تشريدهم.
وفي 26 يوليو 2024، تمكنت حشود من الفلسطينيين من إخراج أبو شجاع من مستشفى ثابت ثابت الحكومي في طولكرم، بعد حصار فرضته الأجهزة الأمنية الفلسطينية عليه ومحاولة اعتقاله. جاء ذلك إثر إصابته أثناء تصنيع عبوة ناسفة، واندلعت اشتباكات مسلحة بين مقاومين والأجهزة الأمنية قبل أن يتمكن المواطنون من إخراجه من المستشفى.
اليوم، اغتيل أبو شجاع في اشتباك مع قوات الاحتلال، ليكون بذلك أحد أبرز القادة الميدانيين الذين ضحوا بحياتهم في سبيل مقاومة الاحتلال.