مع اقتراب المولد النبوي الشريف، يواجه المصريون ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الحلوى التي تُعتبر تقليدًا أساسياً في هذه المناسبة.
في شوارع القاهرة المزدحمة، كانت الأسواق الشعبية تزدان بالحلويات والزينة الخاصة بالمولد. لكن هذا العام، ومع تفاقم الأزمة الاقتصادية، يعاني صناع الحلوى والتجار من ارتفاع كبير في أسعار المواد الخام نتيجة أزمة العملة الصعبة، مما أدى إلى انخفاض الطلب على الحلوى.
ورصدت جولة ل " المصير"، أسعار الحلوى هذا العام، والتي شهدت تفاوتاً كبيراً من حيث الجودة والمواد المستخدمة في التصنيع وطريقة التغليف، حيث وصل سعر بعض العبوات التي تزن كيلوجراما واحداً إلى 100 جنيه مصري بينما تجاوزت أسعار عبوات أخرى من الحجم نفسه 3000 جنيه.
ابتسام عبدالله، ربة منزل، قالت ل" المصير"، أنها تعتقد أن شراء حلوى المولد يُعد من العادات التي لا يمكن لغالبية الأسر التخلي عنها، مشيرة إلى أنها فرصة سنوية للاحتفال بذكرى مولد النبي محمد.
محمد عبدالصمد، أحد الزبائن، أشار إلى الزيادة الكبيرة في الأسعار قائلاً: "الحاجة بقت غالية، والسكر دلوقتي بكام؟ اللي كان بياخد كيلو الحلاوة بخمسين أو ستين، النهاردة أقل كيلو بتمانين جنيه، ولسه الناس مقبضتش مرتباتها. ربنا يسهل".
الحاجه أم محمود ، بائعة الحلوى، أكدت أن الفارق في الأسعار بين العام الماضي وهذا العام كبير جدًا. تقول: "السنة اللي فاتت كانت الأسعار بين عشرين وثلاثين جنيه، لكن دلوقتي الوضع مختلف تمامًا، كل حاجة بقت أغلى، وبنجيب البضاعة على القدّ عشان الأسعار مش زي الأول والحركة في السوق ضعيفة".
ورصد "المصير" أيضا وجود "عروسة المولود" خاصة وانه هناك عادة ليقوم العريس بتقديمها هديه لخطيبته أثناء فترة الخطوبة، وأنها أصبحت عروسة توضع كدكور ولم تعد تصنع بالسكر كما بالماضى.
وعلى الرغم من التحديات الاقتصادية التي تواجهها مصر، تظل حلوى المولد النبوي من التقاليد الشعبية المهمة لدى المصريين.
ويؤكد خبراء في علم الاجتماع أن المواطنين لن يتخلوا عن شراء هذه الحلوى، لأنها تدخل السرور إلى قلوبهم وأسرهم، ومع ذلك، اضطر العديد من الأشخاص إلى تقليل الكميات.
وتتوفر الحلوى في المتاجر والبقالات، بالإضافة إلى الأسواق المخصصة للأسر ذات الدخل المحدود، كل حسب قدراته المالية.