يُعتبر التهاب المفاصل الروماتويدي مرضًا مزمنًا يتسبب في مهاجمة الجهاز المناعي للمفاصل، مما يؤدي إلى التهابها وتورمها وتلفها مع مرور الوقت.
ولا تقتصر تأثيرات هذا المرض على الجوانب الجسدية فحسب، بل تمتد إلى الصحة النفسية، حيث يكون المصابون به عرضة بشكل أكبر للإصابة بالاكتئاب.
تشير الدراسات إلى وجود ارتباط قوي بين التهاب المفاصل الروماتويدي والاكتئاب، حيث يعاني حوالي ثلث المرضى من اضطرابات نفسية، أبرزها الاكتئاب. يرتبط ذلك بعدة عوامل، منها الألم المزمن الذي يصاحب المرض ويؤدي إلى تدهور جودة الحياة وصعوبة أداء الأنشطة اليومية البسيطة، مما يدفع المريض للشعور بالإحباط واليأس، وبالتالي يزيد من احتمال تطور الاكتئاب.
علاوة على ذلك، فإن الشعور بالعزلة الاجتماعية نتيجة عدم القدرة على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والترفيهية كما كان الحال قبل المرض، يزيد من الشعور بالوحدة والحزن. كما أن بعض الآثار الجانبية للأدوية المستخدمة في علاج الروماتويد، مثل الكورتيكوستيرويدات، قد تؤدي إلى اضطرابات في المزاج.
من المهم التنبه إلى أن التعرف المبكر على أعراض الاكتئاب ومعالجتها يمكن أن يساهم في تحسين الحالة النفسية والجسدية للمريض. لذلك، يُنصح المرضى بالتحدث مع أطبائهم حول أي مشاعر اكتئاب قد يشعرون بها. وقد يشمل العلاج تقنيات الاسترخاء، الدعم النفسي، بالإضافة إلى استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب إذا لزم الأمر.
ختامًا، يجب أن نولي اهتمامًا كبيرًا بالصحة النفسية لمرضى الروماتويد، ففهم العلاقة بين هذا المرض والاكتئاب يمكن أن يكون خطوة حاسمة نحو تحسين جودة حياتهم.