كتب :محمد أبوزيد
تتصاعد بشكل حاد المخاوف داخل الكيان الصهيوني من رد الفعل الحتمي لحزب الله وإيران على اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قلب العاصمة الإيرانية طهران وفوأد شكر الرجل الثاني.
فلقد ولد اغتيال شكر وهنية حالة غضب غير مسبوقة في إيران وحزب الله تجاه إسرائيل.
وظهرت تقارير عسكرية إسرائيلية تؤكد أن حزب الله قد يشن هجوما بريا داخل العمق الإسرائيلي، ولن يكتفي بإطلاق الصواريخ والمسيرات.
و تتساءل الدوائر السياسية والعسكرية عن احتمالية أن يقوم الحزب بعمل عسكري بري ضد إسرائيل كجزء من ردود الفعل المتوقعة على هذه الاغتيالات التي هزت المشهد السياسي في الشرق الأوسط.
تكهنات الصحف الإسرائيلية
تناولت الصحف الإسرائيلية، بما فيها "يديعوت أحرونوت" و"هآرتس"، احتمال قيام حزب الله بعملية عسكرية واسعة ضد إسرائيل. وذكرت هذه الصحف أن الاغتيالات قد تدفع الحزب إلى تنفيذ هجمات نوعية تتجاوز إطار الهجمات الصاروخية المعتادة. وأشارت التقارير إلى أن حزب الله قد يلجأ هذه المرة إلى استخدام قواته البرية في محاولة لاستهداف مواقع عسكرية إسرائيلية حساسة في شمال إسرائيل.
وأشارت التقارير أيضاً إلى أن إسرائيل رفعت حالة التأهب على حدودها الشمالية، في ظل المخاوف المتزايدة من احتمال تصعيد عسكري من قبل حزب الله. وذكرت بعض التقارير العسكرية الإسرائيلية أن حزب الله قد يستغل شبكة الأنفاق الهائلة التي أنشأها في جنوب لبنان لتسلل قواته إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، بهدف تنفيذ هجمات ضد مواقع عسكرية أو حتى ضد المستوطنات القريبة من الحدود.
القدرات العسكرية لحزب الله
يمتلك حزب الله قوة عسكرية لا يستهان بها في المنطقة. تشير التقارير إلى أن عدد مقاتلي الحزب يتراوح بين 25,000 إلى 50,000 مقاتل، منهم نحو 20,000 في وحدات الاحتياط. ويتميز الحزب بتنظيم عسكري صارم وهيكلية قيادية تضمن له قدرة عالية على التخطيط والتنفيذ.
من حيث التسليح، يملك حزب الله ترسانة متنوعة من الأسلحة تشمل آلاف الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، وقد أظهرت تقارير استخباراتية سابقة أن الحزب يمتلك أيضاً صواريخ بعيدة المدى قادرة على ضرب أهداف في عمق الأراضي الإسرائيلية. إضافة إلى ذلك، يمتلك الحزب ترسانة من الطائرات المسيرة والأسلحة المضادة للطائرات، مما يزيد من قدرته على المناورة والتأثير في ساحة المعركة.
أما فيما يتعلق بالقوات البرية، فإن حزب الله يمتلك وحدات قتالية مدربة تدريباً عالياً، تتضمن قوات النخبة التي شاركت في الحرب السورية واكتسبت خبرات قتالية كبيرة. كما يمتلك الحزب معدات مدرعة ودبابات من طرازات مختلفة، إضافة إلى وحدات هندسية متخصصة في بناء الأنفاق والتحصينات الدفاعية.
هل سيقوم حزب الله بعملية برية؟
على الرغم من التكهنات والتقارير، يبقى السؤال حول ما إذا كان حزب الله سيقوم بالفعل بهجوم بري ضد إسرائيل مفتوحاً. فالقرار النهائي يعتمد على العديد من العوامل، منها الردود الدولية والموقف الإيراني، فضلاً عن مدى استعداد الحزب لتحمل تبعات تصعيد عسكري كبير مع إسرائيل.
من جهة أخرى، يعلم حزب الله جيداً أن أي هجوم بري سيؤدي إلى رد فعل إسرائيلي واسع، مما قد يدفع المنطقة نحو حرب شاملة. ومع ذلك، فإن اغتيال شخصيات بارزة مثل هنية وشكر قد يدفع الحزب إلى اتخاذ خطوات غير متوقعة، خاصة في ظل الضغط الداخلي والدعم الإيراني المتزايد للمقاومة.
في النهاية، يبقى الوضع الحالي هشاً ومعرضاً للتغيرات السريعة، وقد يشهد تصعيداً خطيراً في حال قرر حزب الله الرد على هذه الاغتيالات بطريقة غير تقليدية. يبقى المستقبل مفتوحاً على كافة الاحتمالات، وما ستحمله الأيام القادمة سيكون له تأثير كبير على مستقبل المنطقة ككل.