في الإسلام، تُعدُّ قصة العنكبوت واحدة من أشهر القصص المرتبطة بهجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة. وفقًا لما ورد في كتب السيرة النبوية، تروي القصة معجزة حدثت أثناء رحلة الهجرة.
عندما قرر النبي محمد الهجرة إلى المدينة المنورة، خططت قريش لقتله لوقف نشر الإسلام في أماكن أخرى. أمر الله نبيه بالهجرة سرًا برفقة أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فاختبأ النبي وصاحبه في غار ثور، وهو كهف صغير في جبل ثور، لتجنب ملاحقة قريش.
في تلك الأثناء، أرسل الله عنكبوتًا ليقوم بنسج شبكة على مدخل الغار، وأرسل أيضًا حمامة لتضع بيضها في عشه عند المدخل. عندما وصل مطاردو قريش إلى الغار، رأوا شبكة العنكبوت وبيض الحمامة، فظنوا أن لا أحد قد دخل الكهف مؤخرًا، لأنهم اعتقدوا أن تواجد العنكبوت وبيضة الحمامة يدل على أن المكان لم يُلمس منذ فترة.
بهذا التدبير الإلهي، تمكن النبي محمد وأبو بكر من الهروب من الملاحقين، واستمروا في رحلتهم إلى المدينة المنورة حيث استقبلهم الأنصار بترحاب. تعتبر هذه القصة واحدة من المعجزات التي أيدت النبي محمد خلال دعوته، وتوضح قدرة الله على حماية رسوله بطرق غير متوقعة.
على الرغم من أن هذه القصة لم ترد نصًا في القرآن الكريم، فإنها تُروى كجزء من التراث الإسلامي لتأكيد الإيمان بقوة الله وتدبيره.