في أحد الأيام، بينما كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يتجول مع أصحابه، مر بالقرب من حظيرة تضم مجموعة من الإبل، فجأة، انطلق أحد البعير نحو الرسول وبدأ يُصدر أصواتاً غريبة، وكأنه يشتكي شيئًا ما.
استرعى هذا المشهد انتباه الصحابة، فاقترب الرسول من البعير ووضع يده على رأسه برفق، ثم بدأ يستمع له وكأنه يفهم ما يريد قوله.
لقد كان البعير يعاني من سوء معاملة صاحبه، حيث كان يُثقل عليه بالعمل دون أن يقدِّم له الرعاية الكافية، حيث استمع الرسول للبعير وكأنما كان بينهما حديث مفهوم، ثم التفت إلى أصحابه وقال لهم: "هذا البعير يشتكي من سوء معاملة صاحبه له". ثم نادى على صاحب البعير، ووجه إليه نصيحة رحيمة بالرفق بالحيوان والاعتناء به، مذكراً إياه بأن الرحمة بالحيوانات جزء من الإيمان.
تُظهر هذه القصة مدى رحمة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالحيوانات، وتُبرز أيضًا قدرته على التواصل مع المخلوقات بطرق فريدة ومؤثرة.
وقد وردت العديد من الأحاديث التي تحث على الرفق بالحيوانات، مما يعكس جوهر الإسلام في دعوته للرحمة والشفق على جميع المخلوقات.
وكان الرسول دائمًا يدعو للرفق بالحيوانات والاهتمام بها، وإلى ضرورة التعامل معها برحمة ولطف.
وكانت هذه الحادثة واحدة من العديد من المواقف التي أكد فيها الرسول على أهمية الرحمة والشفق بالحيوانات.
إن قصة البعير الذي اشتكى للرسول صلى الله عليه وسلم تُعد مثالاً رائعًا على كيفية تعامل الرسول مع المواقف التي تتطلب حكمة ورحمة، وتبقى درسًا خالدًا في كيفية التعامل مع الحيوانات وكل مخلوقات الله برحمة وإنسانية.