في حادثة قد تبدو غريبة ومحزنة، اكتشفت زوجة بعد فترة من زواجها أنها وأزواجها إخوة في الرضاعة. هذا الاكتشاف يثير العديد من التساؤلات حول حكم الدين في مثل هذه الحالات. ففي الإسلام، يعد الزواج من أخ أو أخت في الرضاعة محرماً بشكل قطعي. وذلك بناءً على قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعِ مَا يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ" (متفق عليه).
تحريم الزواج بين الإخوة في الرضاعة يستند إلى الآية القرآنية الكريمة التي تقول: "وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ" (النساء: 23). ومن هنا، يصبح الزواج بين الإخوة في الرضاعة باطلاً بمجرد ثبوت الرضاعة بشروطها.
للرضاعة التي تحرم الزواج شروط منها: أن تكون خمس رضعات مشبعات على الأقل في سن الرضاعة (أي قبل بلوغ الطفل سن السنتين). وإذا تحققت هذه الشروط، فإنه يصبح لزاماً على الزوجين الفراق فوراً بمجرد العلم بتحقق الرضاعة المحرمة.
يتوجب على الزوجين في هذه الحالة أن يسعيا للتفريق بينهما بطرق ودية وبعيدة عن النزاعات. ويمكنهما اللجوء إلى القضاء الشرعي إذا لزم الأمر لتوثيق هذا الفراق وحفظ الحقوق. كما يجب أن يكون هذا الفراق مصحوباً بالاحترام المتبادل والتفهم للظروف المحيطة.
تعتبر هذه الحالة من الابتلاءات التي قد تواجه بعض الأزواج، ويتوجب عليهم التصرف بحكمة والتزام بما يمليه الشرع الإسلامي للحفاظ على الدين والأخلاق والقيم المجتمعية. يبقى الأمل في أن يجد كل منهما السعادة والراحة في حياة جديدة تتوافق مع الأحكام الشرعية السليمة.