تعد قصص الحيوان في القرآن الكريم من القصص الهامة التي تحمل العديد من العبر والدروس، وتبرز الحكمة الإلهية في خلقه وتدبيره لشؤون الكون.
تسلط هذه القصص الضوء على تفاعل الحيوانات مع الأنبياء والأشخاص في سياقات مختلفة، مما يعكس رسالة الله للبشرية من خلال مواقف وأحداث تجسد القيم والأخلاق العالية.
إحدى هذه القصص هي قصة ناقة صالح، التي وردت في سورة الشعراء وسورة هود، حيث أرسل الله نبيه صالح إلى قوم ثمود يدعوهم إلى التوحيد وترك عبادة الأوثان.
و طلب قوم ثمود من صالح آية تدل على صدقه، فأتى لهم بناقة من الصخر، وأمرهم بعدم مسها بسوء، لكنهم لم يلتزموا بالأمر وقتلوها، فاستحقوا عقاب الله الذي جاء على شكل صاعقة دمرت مساكنهم.
قصة الهدهد والنبي سليمان من القصص البارزة أيضًا، كان سليمان يشتهر بحكمته وقدرته على التحدث مع الحيوانات. لاحظ غياب الهدهد، وعندما عاد أخبره عن ملكة سبأ وقومها الذين يعبدون الشمس، أرسل سليمان رسالة مع الهدهد إلى ملكة سبأ يدعوها إلى عبادة الله، مما أدى إلى إسلامها وقومها.
نجد في القرآن أيضًا قصة الكلب في أصحاب الكهف، الذين فروا بدينهم من قومهم الظالمين.
لجأوا إلى كهف ومعهم كلبهم، وأمضوا فيه ثلاثمائة وتسع سنوات، عُرف الكلب بوفائه وحمايته لهم، وأصبح مثالًا على الوفاء والإخلاص.
توضح قصص الحيوان في القرآن عظمة الخالق وقدرته على استخدام مخلوقاته في إيصال رسائله، وتعليم الناس العبر والدروس، حيث تشكل هذه القصص جزءًا هامًا من التعاليم الإسلامية، وتظل محفورة في ذاكرة المؤمنين كمصدر للحكمة والإلهام.
