يعتبر عدم الحركة أو الجلوس لفترات طويلة أحد الأسباب الرئيسية لمشاكل الظهر التي يعاني منها الكثيرون اليوم. فقد أثبتت العديد من الدراسات أن الجلوس لفترات طويلة يؤدي إلى ضغط كبير على فقرات العمود الفقري، مما يزيد من احتمالية الإصابة بألم الظهر المزمن.
عندما يجلس الشخص لفترات طويلة دون حركة، تتعرض فقرات الظهر لضغط مستمر، ما يسبب تآكل الغضاريف التي تعمل كوسائد بين الفقرات. هذا التآكل يؤدي إلى تقليل المسافة بين الفقرات، مما يزيد من احتمالية تلامس الفقرات ببعضها البعض، وبالتالي الشعور بالألم. علاوة على ذلك، يمكن أن يؤدي الجلوس المطول إلى ضعف عضلات الظهر والبطن، التي تلعب دورًا حيويًا في دعم العمود الفقري والحفاظ على وضعية الجسم الصحيحة.
ومن الجدير بالذكر أن الأضرار لا تقتصر فقط على فقرات الظهر، بل يمكن أن تؤثر أيضًا على صحة الجسم بشكل عام. قد يؤدي نقص الحركة إلى زيادة الوزن، الذي بدوره يضع ضغطًا إضافيًا على العمود الفقري. كما يمكن أن يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم.
لتجنب هذه المشاكل الصحية، يُنصح باتباع نمط حياة نشط، يتضمن القيام بتمارين رياضية منتظمة تعزز من قوة ومرونة عضلات الظهر. يُفضل أن يقوم الأشخاص الذين يقضون معظم وقتهم جالسين بأخذ استراحات قصيرة بين الحين والآخر للوقوف والتحرك. يمكن القيام بتمارين بسيطة مثل التمدد أو المشي القصير، التي تساعد في تنشيط الدورة الدموية وتخفيف الضغط على الفقرات.
كذلك، يلعب الاختيار الصحيح للأثاث المكتبي دورًا هامًا في الحفاظ على صحة الظهر. يُنصح باستخدام كراسي مريحة تدعم العمود الفقري بشكل جيد، وضبط ارتفاع المكتب بحيث يكون الشخص في وضعية جلوس صحية، مع الحرص على استقامة الظهر وتجنب الانحناء إلى الأمام.
في الختام، يجب على الجميع أن يدركوا أهمية الحركة والنشاط البدني للحفاظ على صحة فقرات الظهر والوقاية من المشاكل الصحية المرتبطة بعدم الحركة. نشر الوعي بهذا الموضوع يمكن أن يساهم في تحسين جودة الحياة والحد من المعاناة الناجمة عن آلام الظهر المزمنة.