الظلم هو تجاوز الحدود والاعتداء على حقوق الآخرين، وهو من أعظم المعاصي التي حذر منها الإسلام. قال الله تعالى في سورة الزمر: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ" (آية 70). وفي الحديث القدسي، قال الله تعالى: "يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا" (رواه مسلم).
في الدنيا، قد يظن بعض الظالمين أنهم ينجحون مؤقتًا أو يعتقدون أنهم يفرون من عواقب أفعالهم. ولكن، فإن الظلم لا يمر دون عواقب. في المجتمعات التي يعم فيها الظلم، يعم الفساد وتنتشر العداوة، ويعاني الأفراد من فقدان الأمن والاستقرار. كما أن الشخص الظالم قد يعاني من تأنيب الضمير والقلق المستمر، ويفقد احترام الآخرين وثقتهم.
أما في الآخرة، فإن الظالمين سيواجهون عذابًا شديدًا. قال الله في سورة إبراهيم: "وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ" (آية 42). وهذا يعني أن الله يمهل الظالمين في الدنيا ولكن لا ينسى أفعالهم، وسيحاسبهم حسابًا عادلاً يوم القيامة.
النبي محمد صلى الله عليه وسلم أكد على أهمية العدل وضرورة تجنب الظلم، فقال: "اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة" (رواه مسلم). كما أوضح أن دعوة المظلوم لا ترد، حتى وإن كان المظلوم غير مسلم، حيث قال: "اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب" (رواه البخاري).
لذا، يجب على المسلمين أن يتجنبوا الظلم بجميع أشكاله، وأن يسعوا لتحقيق العدل في تعاملاتهم، لأن ذلك يمثل أساس الدين الإسلامي ومقومات الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة.