كتب - شريف سمير :
تواصلت موجة الاستقالات في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وآخرها انسحاب أندرو ميلر، نائب مساعد وزير الخارجية للشؤون الإسرائيلية-الفلسطينية من منصبه، لتسلط أحدث استقالة الضوء على الانقسامات العميقة داخل الإدارة الأمريكية وسط تزايد الانتقادات لسياسة بايدن تجاه تل أبيب، والتي وصفها البعض باستراتيجية "عناق الدب"، في إشارة إلى الدعم الشديد والمطلق لإسرائيل.
** سيل الاستقالات!
وسبق ميلر عدد من مسؤولي الإدارة الأمريكية، من بينهم مدير الشؤون العامة والكونجرس في مكتب الشؤون السياسية والعسكرية بوزارة الخارجية، جوش بول، وأنيل شيلين من مكتب حقوق الإنسان بوزارة الخارجية، والمتحدثة الناطقة بالعربية باسم وزارة الخارجية، هالة غريط.
** أسباب عائلية!
ونشرت صحيفة "واشنطن بوست"، أن ميلر أبلغ زملاءه بقرار مغادرة منصبه، مستشهدا "ظاهريا" بأسباب عائلية نظرا لأنه لم يتمكن من رؤية أسرته إلا نادرا خلال الأشهر الثمانية الماضية منذ اندلاع الحرب على غزة، إلا أنه "عمليا" تعد استقالة ميلر هي الأرفع مستوى حتى الآن لمسؤول أمريكي يتركز عمله على القضايا الإسرائيلية-الفلسطينية، ووصفه المطلعون على قراره بأنه داعم مبدئي لحقوق الفلسطينيين وإقامة دولتهم، ومفكر متبحر في شؤون الشرق الأوسط.
** سيرة ذاتية ثرية!
وتمتع "ميلر" بخبرة واسعة في شؤون الشرق الأوسط قبل توليه منصبه الأخير، إذ عمل سابقا مستشارا سياسيا أول للسفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة، وخلال إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، شغل منصب مدير الشؤون العسكرية لمصر وإسرائيل في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، فيما أشاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، بالمسؤول المستقيل قائلًا: "جلب أندرو خبرة عميقة ومنظورا حادا إلى الطاولة كل يوم.. والجميع هنا آسفون لرؤيته يغادر، لكننا نتمنى له التوفيق في مساعيه القادمة".
** ذكي ومبدع!
ويرى خبراء أن استقالة ميلر تعد مؤشرا مهما على حجم الضغوط التي يتعرض لها الدبلوماسيون الأمريكيون العاملون على تداعيات الصراع، حيث علقت سوزان مالوني، نائبة رئيس ومديرة السياسة الخارجية في معهد بروكينجز، على الاستقالة قائلة: "سيكون رحيله خسارة للإدارة بشكل عام ووزارة الخارجية بشكل خاص.. فهو مؤشر دال على التأثير العام الذي أحدثه الصراع على أولئك الذين كانوا يعملون للتعامل مع آثاره الأمنية على الولايات المتحدة وحلفائها" .. ووصفه آرون ديفيد ميلر، خبير الشرق الأوسط الذي قدم المشورة لإدارات ديمقراطية وجمهورية، بأن المسؤول المستقيل مؤخرا دبلوماسي "ذكي ومبدع"، مشيرا إلى أنه أصبح من الصعب على المسؤولين في مكتب شؤون الشرق الأدنى بوزارة الخارجية التأثير في السياسة.