رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

400 سنة حكموا فيها العالم الإسلامي ولم يحجوا بيت الله الحرام.. لماذا لم يؤدِ سلاطين الدولة العثمانية الفريضة المقدسة؟

المصير

الجمعة, 14 يونيو, 2024

04:26 م

فريضه الحج هي رجاء كل مسلم في زيارة بيت الله الحرام، والتقرب إليه من خلال تأدية فريضة الحج شعائره الروحية، والتي يتهافت عليها جميع المسلمين من شتى بقاع الأرض، وتملأ نفوسهم روحانيات العبودية وشوق اللقاء.

ورغم أن الدولة العثمانية حكمت العالم الإسلامي لمدة تزيد على 400 سنة، كما كان فتح القسطنطينية الذي بشر به النبي -صلى الله عليه- تم على يد أحد السلاطين العثمانين وهو محمد الفاتح، إلا أنه من الغريب والمدهش ما ذكرته المراجع التاريخية أنه لا يوجد سلطان عثماني واحد خلال فترة وجود الدولة العثمانية حج بيت الله الحرام أثناء وجوده في الحكم.

فعلى مدار 6 قرون، تولى فيها 36 سلطانا من سلاطين الدولة العثمانية الخلافة والحكم، لم يقم أحدهم بأداء فريضة الحج ولا حتى مرة واحدة.

ويعتقد البعض أنّ أحد السلاطين العثمانيين، محمد خان الثاني المعروف بـ"محمد الفاتح"، الذي كان مشهورًا بتوسعاته العسكرية، لم يؤدِ فريضة الحج طوال حياته، ولم يُذكر أنه أمر أحداً بالقيام بالحج نيابة عنه، وكان المسلمون يعتادون رؤية قادتهم وسلاطينهم يرتدون الإحرام خلال القرون الطويلة التي سبقت حكم العثمانيين، ولكن، بعد وصول العالم العربي إلى العثمانيين، توقف هذا العرف؛ حيث حكمت السلطنة العثمانية مكة المكرمة لمدة أربعمائة عام بشكل مطلق، ورغم أن سلاطينها حملوا لقب "خادم الحرمين الشريفين"، فلم يقدم أيٌّ منهم لأداء فريضة الحج وهذا ما يثير الدهشة والاستغراب.

وكانت الوكالة الرسمية التركية قد أكدت أن 33 سلطانًا عثمانيًا لم يحرصوا على تأدية فريضة الحج على الإطلاق، لكن هناك ثلاثة آخرين من السلاطين حاولوا القيام بالحج ولكنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى الأراضي المقدسة لأسباب متعددة.

وأرجعت الوكالة الرسمية امتناع السلاطين العثمانين عن أداء فريضة الحج؛ نتيجة إلى طول مدة الرحلة وتعرض الدولة للخطر في غيابهم، وانشغالهم بالصراعات الخارجية، ورأى علماء الدين بعدم جواز انتداب من ينوب بأداء فريضة الحج عنهم.

ولم يُعرف عن السلاطين والأمراء العثمانيين إلا تنافسهم على امتلاك الجواري، وإعدام أشقائهم وأبنائهم؛ للانفراد بالحكم، مما أدى إلى وصفهم بالوحشية والبربرية في السجلات التاريخية، حيث كان قتل الأقارب والأبناء مباحا وقانونيا للوصول إلى السلطة .