كتب - شريف سمير:
ما يمنحه المجتمع الدولي باليمين، تحاول دولة الصهاينة سلبه باليسار .. ففي الوقت الذي توالت الأدلة الموثقة علي ارتكابها جيش الاحتلال جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة، لا تتوانى إسرائيل عن فعل كل ما من شأنه الإضرار بالفلسطينيين رغم ما يعيشونه من حالة قهر وانتهاك لحقوقهم سواء في الضفة الغربية، أو في قطاع غزة.
** عائدات الضرائب!
ومع اتجاه العديد من دول العالم نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وتأييد الجمعية العامة للأمم المتحدة لحصول فلسطين على العضوية الأممية الكاملة، تحاول إسرائيل عبر حكومتها اليمينية المتطرفة فرض إجراءات تقوض مؤسسات الدولة الفلسطينية، إذ علق وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش تحويل جميع أموال عائدات الضرائب إلى السلطة الفلسطينية في أوائل شهر مايو الماضي، بعد خطوة أولى سعت لإيصال هذه الأموال عبر وسيط دولي.
** "ضحايا الإرهاب"!
وفي مسعى منها لتعميق الأزمة، قررت إسرائيل اقتطاع نحو 35 مليون دولار من عائدات الضرائب التي تم تحصيلها لصالح السلطة الفلسطينية وتحويلها إلى عائلات من تسميهم بـ"ضحايا الإرهاب"، وهي خطوة لاقت تنديدا أمريكيا، إذ أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن تصرفات سموتريش ليست مناسبة، موضحة أن واشنطن أبلغت إسرائيل أن هذه الأموال تعود للشعب الفلسطيني، وأنه يجب تحويلها إلى السلطة الفلسطينية على الفور ودون أي تأخير.
** أزمة مالية عميقة!
وبينما تشكل عائدات الضرائب التي تجمعها إسرائيل للسلطة الفلسطينية بموجب اتفاق بين الطرفين مصدرا رئيسيا للدخل للسلطة الفلسطينية، التي تعاني من أزمة مالية عميقة، ذكر موقع "أكسيوس" الأمريكي أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للإفراج عن عائدات الضرائب الفلسطينية، وأشار الموقع نقلا عن مسؤولين أمريكيين إلي أن حالة الغضب الأمريكي من التصرفات الإسرائيلية إزاء هذه المسألة، لاترجع فقط لكونها تزيد من زعزعة استقرار السلطة الفلسطينية، ولكن أيضا لأنها تمثل انتهاكا لاتفاق تفاوضت عليه الولايات المتحدة وكانت طرفا فيه، فضلا عما يمثله ذلك من تهديد كبير للوضع الأمني في الضفة بالتوازي مع الحرب في غزة وتصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله في لبنان .. وهكذا تسعي حكومة الحرب الإسرائيلية إلي خنق الفلسطينيين بقبضة الضرائب لتجريف الحياة من حولهم بعد أن أهلكتهم نيران المدافع والبطون الخاوية من شدة الجوع والعطش!