كتب - شريف سمير:
من أجل قطرة ماء .. يحارب الفلسطينيون بنفس درجة الإصرار علي نقطة الدم الواحدة .. ويخوض الأشقاء الشجعان معركة بقاء ما بين الهرب من بطش الاحتلال والبحث عما يروي العطش ويطيب الأجساد!.
** قطع المياه!
ويعيش الفلسطينيون منذ 7 أكتوبر الماضي كابوسا مخيفا حيث استخدم الاحتلال الإسرائيلي كل أسلحته ضد الإنسانية ولم يعد أمامه غير مصادر المياه كسلاح لتضييق الخناق على من نجح في أن يبقى على قيد الحياة نظريا .. وفرضت قوات الاحتلال حصار "قطع المياه" على القطاع وقصفت الشبكات ومنعت إدخال الوقود لتشغيل محطات التحلية والآبار، لتنخفض حصة الفرد الواحد من المياه من نحو 85 لترا من الماء إلى ما بين 3 و15 لترا يوميا فقط.. لتكون أقل من الحد الأدنى الموصى به عالميا والذي يقدر بـ 100 لتر في اليوم حسب معايير منظمة الصحة العالمية، فيما يقدر استهلاك الإسرائيلي 6 أضعاف الفلسطيني.
** الضفة تظمأ!
وتسير الضفة الغربية في نفس طريق السراب، حيث يتحكم الاحتلال بالنسبة الأكبر لمصادر المياه التي تصل للفلسطينيين، وبالتالي يستغل ذلك أيضا كسلاح لمحاربة الوجود الفلسطيني على الأرض، واستكمال مشروعه الاستعماري المتمثل في التهجير القسري والاستيلاء على مزيد من الأراضي.
** شراء "سر الحياة"!
ويمضي الاحتلال لمنع الفلسطينيين من حقهم في استغلال مواردهم الطبيعية، خصوصا المياه، أو حفر آبار جديدة بعد استيلائه على الآبار القديمة، والأراضي التي بنى عليها المستوطنات، فضلا عن حرمانهم من استخدام مياه نهر الأردن، مما دفع الفلسطينيين إلى تعويض النقص بشراء "سر الحياة" من شركة إسرائيلية.
** ورقة الصهاينة الحقيرة!
وفي الوقت الذي تقر فيه المواثيق والمعاهدات والإعلانات الدولية الحق في الحصول على مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي، كشرط أساسي لضمان حياة كريمة ودعم حقوق الإنسان .. تستغل "دولة الصهاينة" سلاح المياه كآخر أوراقها الاستراتيجية لضمان مستقبلها الذي تبنيه على أنقاض الوجود الفلسطيني بعد فشلها على مر العقود في كسر إرادة وصمود أصحاب الأرض وسلب حقوقهم وعلى رأسها حقهم في الحياة.