رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

قروض لدغتها والقبر.. دول دمرتها ”ديون” صندوق النقد الدولي!

المصير

الأربعاء, 29 مايو, 2024

09:21 م

كتب - شريف سمير :

ومن القرض ما قتل .. وأحيانا مع تراكم قروض صندوق النقد الدولي، تتضاعف جرعات الديون علي بعض الدول بصورة يصعب معها السداد وتخفيف الأعباء الاقتصادية .. ويكون المصير مزيدا من الفقر والضياع!.

** حرب أهلية في الصومال!

وفي عام 1980، خصص النقد الدولي 150 مليون دولار للصومال، إلا أن محاولات تطبيق توصيات المنظمة في الحياة الاقتصادية الداخلية للبلاد أدت إلى انهيار الاقتصاد نفسه، ثم الدولة بأكملها .. ونتيجة لذلك، اشتعلت حرب أهلية دموية طويلة وانقسمت البلاد نفسها إلى عدة أجزاء متناحرة .. وحتى الآن، وبعد مرور 42 عاما على هذا "القرض القاتل"، لا تزال الصومال في حالة خراب وفقر، وباتت تعد واحدة من أخطر الأماكن على وجه الأرض.

** السودان في طريق مسدود!

وتجرع السودان من نفس الكأس، حيث حصلت الخرطوم على 260 مليون دولار لإجراء إصلاحات هيكلية في الاقتصاد في عام 1982، إلا أن هذه الإصلاحات وصلت إلى طريق مسدود، وفي نفس الوقت كان لا بد من دفع الديون وفوائدها بملايين الدولارات بأية وسيلة .. وأسفر الدمار الاقتصادي في النهاية عن أزمة سياسية في السودان تفاقمت بسبب الانتفاضة المزمنة في جنوب البلاد. وكان يتوجب على السودان، الذي فقد بالفعل نصفه الجنوبي، سداد هذا الدين الذي تضخم بأنواع متعددة من الغرامات والعقوبات!

** 22 دولة أفريقية تختنق!

وبعد أن حصلت غانا وزامبيا علي القروض الخادعة اصطدمت الدولتان بصخرة السداد، فيما رسبت كل من تشاد وإثيوبيا في الاختبار وحاصرتهما الديون الخانقة .. واتسعت رقعة الدول المتعثرة لتشمل 22 دولة أفريقية تعاني من ضائقة الديون أو تعاني من مخاطر عالية إلي حد أنها تدفع فوائد على سداد ديونها أكثر مما تنفقه على التعليم والصحة.

** المكسيك تقع في الفخ!

وعبر البحار والمحيطات، وقعت المكسيك هي الأخرى في فخ النقد الدولي، حين واجهت أوائل الثمانينيات انخفاضا خطيرا في أسعار النفط العالمية .. ولجأت إلى خرطوم المساعدات من الصندوق الذي قدم ما يسمى بخطة بيكر لإنقاذ الاقتصاد المكسيكي، وحصلت بموجبها على قرض بقيمة 3.4 مليار دولار .. وبمرور الوقت لحق الدمار بالاقتصاد الوطني، وهيمنت الولايات المتحدة، ممثلة في الصندوق، على المالية العامة للمكسيك لتتدفق 45 مليار دولار من البلاد إلى الولايات المتحدة، فضلا عن هبوب رياح الهجرة إلى بلدان أخرى فرارا من سوء أحوال المعيشة وتدهور الوضع الاقتصادي.