صناع العمل لم يستسلموا لنشرات الأخبار.. عاصفة من التصفيق تستقبل فيلما فلسطينيا في مهرجان كان السينمائي!

كتب -شريف سمير :

عاصفة من التصفيق والحفاوة والاحترام استقبلت الفيلم الفلسطيني "إلى أرض مجهولة" بعد انتهاء عرضه علي الشاشة أمام مئات المتفرجين من الفنانين والنقاد المتخصصين خلال مشاركته خارج المنافسة ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي العالمي في مسابقة "نصف شهر المخرجين" .. ويشهد المهرجان للمرة الأولى منذ انطلاقته، تقديم جائزة الجمهور، والتي تحمل اسم المخرجة البلجيكية الراحلة شانتال أكيرمان، مع منحة مالية تبلغ قيمتها 8 آلاف دولار.

** الصديقان!

ويروي الفيلم الواقع المأساوي للصديقين، شاتيلا وفاتح، وهما لاجئان فلسطينيان من مخيم عين الحلوة جنوب لبنان، وتقطعت بهما السبل في أثينا ويحلمان بالهرب إلى شمال أوروبا وحياة أفضل .. وتتطور الأحداث بوقوع الصديقين في خديعة يفقدان إثرها المبلغ المالي المخصص للهجرة، لينجرفا في سلسلة من المفاجآت غير المتوقعة لاسترجاع المبلغ، ويجد شاتيلا نفسه في آخر المطاف مضطرا إلى الاختيار بين حريته أو صداقته مع فاتح.

** "إلى أرض مجهولة"

ويعد "إلى أرض مجهولة" الفيلم الروائي الأول لمخرجه مهدي فليفل بعد مجموعة من الأفلام الوثائقية استمرت 20 عاما، والعمل من بطولة محمود بكري، آرام صباح، محمد الصرفا، وأنجيليكي بابوليا .. وتعتبر هذه المشاركة الأولى لفيلم فلسطيني في مسابقة "نصف شهر المخرجين"، التي أسّسها "اتحاد السينمائيين الفرنسيين" عام 1969، لتغدو نسخة هذا العام الـ56 للتظاهرة.

** 10 سنوات من التجهيز!

وأكد فليفل :"عملت على هذا الفيلم طوال 10 سنوات، وبالطبع تغيرت القصة واتخذت أشكالا مختلفة كانت في البداية مثل قطعة موسيقية كبيرة وأردت أن أقدم عملا إبداعيا وثائقيا هجينا بين الخيال والواقع"، وأضاف :"الفيلم يعتبر صفقة كبيرة بالنسبة لنا فعندما بدأنا الفيلم كانت الأحداث تشتعل بفلسطين وقد أثر هذا إيجابا على الجميع .. وصار الكل صديقا حميما ومتضامنا مع القضية .. الممثلون وطاقم العمل ولأول مرة لا نشعر بالعجز عن المشاركة ونحن نشاهد نشرات الأخبار، فقد استخدمنا قلوبنا وأرواحنا في صنع هذا الفيلم".