كتب - شريف سمير :
كلما يتقدم الرئيس الأمريكي جو بايدن خطوة للأمام نحو إنصاف القضية الفلسطينية، يتراجع بعدها 10 خطوات للخلف إرضاء للفتي المدلل إسرائيل وكسبا لمساندة اللوبي اليهودي في معركته الانتخابية المقبلة .. فقد وصف طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة اعتقال بحق قادة إسرائيليين بتهمة ارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية في قطاع غزة بأنها "أمر شائن"، وأضاف بايدن في بيان رسمي بالبيت الأبيض :"دعوني أكون واضحا: أيا كان ما يعنيه هذا المدعي العام، لا يوجد أي تكافؤ على الإطلاق بين موقفي إسرائيل وحماس".
** الزيت علي النار!
وسكب بايدن مزيدا من الزيت علي النار عندما أكد أن ما يحدث في غزة من جرائم ومذابح يرتكبها يوميا الاحتلال الإسرائيلي ليس إبادة جماعية، والمدهش أن هذا التصريح الاستفزازي صدر علي لسان الرئيس الأمريكي بعد 24 ساعة من وقوفه علي منصة كلية مورهاوس خلال حفل تخريج دفعة جديدة وألقي خطابا عاطفيا أقر خلاله بأن غزة تشهد أزمة إنسانية، ولهذا السبب يدعو إلي وقف فوري لإطلاق النار، وذلك وسط عاصفة من التصفيق والهتافات الحارة من ناحية .. وإدارة بعض الطلبة ظهورهم للرئيس الأمريكي رفضا لدعمه لإسرائيل في عدوانها على غزة المتواصل والذي خلّف أكثر من 35 ألف شهيد.
** خطاب عاطفي خادع!
ويعد خطاب بايدن في كلية مورهاوس، التي تأسست تاريخيا لتعليم الرجال السود، جزءا من حملته للانتخابات الرئاسية المقررة هذا العام والتي يسعى خلالها لإصلاح علاقته مع الشبان السود وتهدئة الغضب الناجم عن تأييده لإسرائيل.
ولم يتخلل خطاب بايدن إلى حد بعيد احتجاجات تعرقله، مثل التي أدت إلى إلغاء حفلات تخرج في جامعات أخرى، لكن طلابًا أداروا كراسيهم حتى يديروا ظهورهم له، كما رفع أحد الخريجين العلم الفلسطيني لفترة وجيزة .. وارتدى بعض الخريجين الكوفية التي أصبحت رمزا للتضامن مع القضية الفلسطينية مطالبين بوقف دائم وفوري لإطلاق النار.
** معقل تثقيف السود!
وتأسست كلية مورهاوس عام 1867 لتثقيف الرجال السود الذين نالوا حريتهم من العبودية، وكان من بين خريجي هذه الجامعة المناضل في مجال الحقوق المدنية مارتن لوثر كينج الابن .. علما بأن الرئيس الأمريكي يبدي الاهتمام بالكليات والجامعات التي كانت مخصصة في الأساس للسود وخصص المليارات من التمويل الإضافي لها وأشاد بها باعتبارها أدوات لتعزيز الحراك الاقتصادي.
** مذكرة "الضحية والجاني"!
وكان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية البريطاني كريم خان قد طالب بإصدار أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت و3 من قادة حماس بتهمة ارتكاب جرائم حرب مزعومة وجرائم ضد الإنسانية .. إلا أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ندد بمساعي الجنائية الدولية لإصدار مذكرات توقيف بحق القادة الإسرائيليين معتبرا أنه "لاسلطة قضائية للهيئة الدولية على إسرائيل"، علي حد تعبيره.