كتب - شريف سمير:
بينما تسكت نبرة التفاوض وكلمات العقل، يرتفع صوت الصفقات وشفرة المساومات .. واللغة الأخيرة يجيدها بامتياز مع مرتبة الشرف الراعي الأمريكي، ولوح بها مؤخراً لقطع الطريق الإسرائيلي على اجتياح مدينة رفح الفلسطينية بعد إصدار جيش الاحتلال تحذيراته للسكان والنازحين في مخيمات رفح والشابورة والأحياء الأداري، والجنينة وخربة العدس في بلوكات 6, 7, 8, 9, 17, 25, 26, 27 و 31 بإخلائها فورا، كونها "مناطق قتال خطيرة"، وفق تعبيره.
** صفقة مغرية!
ودفع التصعيد الإسرائيلي الولايات المتحدة للتدخل مجدداً لوقف العملية، حيث أفادت 4 مصادر مطلعة لصحيفة "واشنطن بوست " بأن واشنطن عرضت على تل أبيب تقديم معلومات استخباراتية حساسة لمساعدتها على تحديد مواقع قادة حماس والعثور على الأنفاق، مقابل التراجع عن عملية اجتياح واسع لرفح.
** خدمات جليلة!
وأوضح التقرير أن المساعدة الأمريكية ستشمل تقديم معلومات استخباراتية حساسة لمساعدة الجيش الإسرائيلي على تحديد موقع قادة حماس والعثور على أنفاق الحركة السرية، فضلا عن توفير الآلاف من الملاجئ حتى تتمكن إسرائيل من بناء الخيام والمساعدة في بناء أنظمة توصيل الغذاء والماء والدواء.
** اتفاق قديم!
كما كشفت الصحيفة أن هذه المساعدات تهدف إلى تمكين الفلسطينيين الذين تم إجلاؤهم من رفح من الحصول على مكان صالح للعيش، مشيرة إلى أن العروض الأمريكية السخية جاءت خلال المفاوضات التي جرت على مدى الأسابيع الماضية بين كبار المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين حول حجم ونطاق العملية في رفح الفلسطينية، وسط محاولات من واشنطن لضمان توسيع تل أبيب عملياتها العسكرية في المدينة، بشكل محدود، وبما لا يتجاوز الخط الأحمر الذي رسمته الولايات المتحدة سابقا.
** وعد صهيوني!
ورغم هذا العرض الأمريكي السخس، تصطدم أمواج محاولات التهدئة الأمريكية بالوعد الصعيوني المتشدد من نتنياهو، حيث تعهدت دولة الاحتلال بالدخول إلى رفح "بالقوة المفرطة"، واتخذ رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، الأسبوع الجاري، عدداً من الخطوات التي أثارت مخاوف في البيت الأبيض من إمكانية تنفيذ الاجتياح الموعود منذ فترة طويلة، فيما فر أكثر من 110 آلاف من الفلسطينيين من المدينة المكتظة بالنازحين منذ الإثنين الماضي.