إنتشر زواج القاصرات بصورة مخيفة، في ظل غياب وعي الأهل والنشأة في بيئة تفتقر إلى العلم والمال والواقع الديني أيضاً!
وفي حوار خاص إنفرد به المصير مع السيدة (م.أ) إحدى سماسرة زواج المسيار، تحدثت فيه عن دورها في زواج الفتيات القاصرات، والتي تتراوح أعمارهم مابين الخامسة عشر والتاسعة عشر عاماً، حسب طلب العريس والذي قد يصل عمره إلى سبعين عاماً!
روت السيدة( م.أ) عن مئات الزيجات التي كانت طرفاً فيها، مقابل الحصول على نسبتها حيث تقوم بإختيار العروس، وتنظيم مقابلة الرؤية في منزلها ويتم الإتفاق بين الأهل والعريس، على المال وقد يكون من دولة أخرى، وبعد الحصول على الموافقة تبدأ في إجراءات شراء الملابس للعروس بعد أن يدفع العريس ثمنها، وإذا تحدد موعد الزواج تقوم السيدة بتزيين العروس، وعمل حفل صغير داخل منزلها، حيث لاتملك العروس منزلاً يتسع للحفل، ليأتي العريس ثم يأخذها من بيت السيدة !
عبرت السيدة( م.أ) عن ندمها الشديد، بعد أن تسببت في ضياع فتيات كثيرة، وقطف زهرة شبابهن حيث لم تستمر زيجاتهم أكثر من شهور !
وأنهت السيدة( م.أ) حديثها للمصير قائلة :
"كل صبية قبض أهلها المهر وفرحوا بيه ، وبالهدايا الدهب واطلق عيالهم بعد شهرين تلاتة وأنا الندم كلني وقطف عمري !"
لم يدم زيجات الفتيات أكثر من أشهر معدودة، ومن شاء الله لها بالحمل حرمت من وليدها !
إحدى ضحايا زواج القاصرات تروي معاناتها للمصير !
تحدثت شيماء عزيز التي لم تعد طفلة كما كانت روت للمصير تجربة زواجها، حيث تزوجت بعمر الرابعة عشر من رجل سعودي عمره 45 عام!
وعبرت عزيز عن حزنها الشديد على حدعمرها الذي فنى قبل أن يبدأ، حيث تزوجها رجل سعودي بعمر والدها في إحدى الفنادق، وسافر بعد شهر قضى معها أيام مليئة بالسفر إلى الغردقة، والذهاب إلى المولات وتركها وسافر ليأتي بعد تسعة أشهر على موعد الولادة، وبعد أن وضعت إبنها حرمها منه وسافر به إلى السعودية لتربيه زوجته.
عبرت عزيز عن حسرتها الشديدة على إبنها الوحيد، الذي ظلت تتحدث إليه في الهاتف عامين، إلى أن حرمت حتى من سماع صوته، وخسرت كل حياتها على أمل أن تراه يوماً !
وفي حديث للمصير تحدث الداعية الإسلامي الشيخ أحمد يزيد، عن خطورة هذا الزواج والذي يسمى " زواج المسيار " وما فيه من حرمانية شديدة يحاسب عليها الدين والشرع والقانون.
وأضاف يزيد عن خطورة هذا الأمر على الفتيات بما فيه حكم عليهن بالإعدام، ولا بد أن أتم التوعية بخطورة هذا الأمر خصوصاً في الأوساط الفقيرة، والتي يهرب فيها الناس من الفقر عن طريق بيع بناتهن، بما فيه إهانة لهن ومغامرة بحياتهن وأعمارهن، ويحاسب الشرع على هذه الجريمة والتي ترتكب بحق الإبنة وبحق أولادها.