رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

ذات الأسماء الأربعة .. رفح ”قبلة” النازحين الفلسطينيين ومحطة ”نكبات الاحتلال”!

المصير

الإثنين, 6 مايو, 2024

06:27 م

كتب - شريف سمير :


لاتكتسب مدينة رفح جنوب قطاع غزة قيمتها الاستراتيجية فحسب لوقوعها على الشريط الحدودي الفاصل بين القطاع وبين شبه جزيرة سيناء المصرية، بمساحة تصل إلى 55 كيلومترا مربعا، وتبعد عن القدس حوالي 107 كم إلى الجنوب الغربي .. وإنما تتمتع بجذور تاريخية عريقة تتمثل فى تأسيسها قبل 5 آلاف عام، وغزاها الفراعنة والأشوريون والإغريق والرومان.

** ذات الأسماء الأربعة!

واشتهرت رفح بعدة بأسماء، فسماها الفراعنة "روبيهوي"، وأطلق عليها الآشوريون "رفيحو"، وأطلق عليها الرومان واليونان اسم "رافيا"، حتى سماها العرب رفح .. وخضعت المدينة عام 1917 للحكم البريطاني الذي فرض الانتداب على فلسطين، وفي 1948 دخلها الجيش المصري وتحولت السيطرة عليها إلى مصر، حتى وقعت في أيدي إسرائيل عام 1956 ثم عادت للإدارة المصرية عام 1957 حتى عام 1967 حيث احتلتها إسرائيل.

** مرحلة الشطرين!

وتضاعفت أهمية رفح عبر التاريخ بمرور خط السكك الحديدية الواصل بين القاهرة وحيفا في أراضيها، وتم تدمير هذا الخط بعد عام 1967، وقُسمت رفح إلى شطرين بالأسلاك الحدودية الشائكة، بعد اتفاقية كامب ديفيد، حيث استعادت مصر سيناء، وإثر هذه الاتفاقية انفصلت رفح سيناء عن رفح غزة، وبلغت مساحة الشطر الواقع في غزة ثلاثة أضعاف مساحة الشطر المصري تقريباً.

** قبلة النازحين!

على الجانب الإنساني، يعود معظم سكان رفح في أصولهم إلى مدينة خان يونس، وإلى بدو صحراء النقب، وصحراء سيناء، ثم أضيف إليهم اللاجئون الفلسطينيون الذين قدموا من مختلف القرى والمدن إلى رفح بعد "النكبة" عام 1948.
وكشفت الأمم المتحدة أن رفح تستضيف أكثر من 1.3 مليون نازح، يمثلون نحو نصف سكان قطاع غزة، بينما ترفع تقديرات أخرى ذلك العدد إلى 1.5 مليون شخص، وقد نزح بعض هؤلاء نحو 6 مرات هروباً من القصف الإسرائيلي.


** خيام الإنقاذ

ونزح معظم سكان رفح الحاليين بسبب القتال من أجزاء أخرى من غزة، ويعيشون في الخيام التي نصبوها من قضبان معدنية أو عصي، أو أغصان الشجر، وغطوها بالأقمشة أو المواد البلاستيكية، فيما تعد رفح الملاذ الأخير بالنسبة لهم،
وفضل العديد من النازحين البقاء في الجزء الغربي من المدينة القريب من البحر، خشية تعرضها لاجتياح من الجهة الشرقية القريبة من الحدود مع إسرائيل.


وشُيدت الآلاف من الخيم في رفح منذ بداية ديسمبر الماضى بالقرب من الحدود المصرية، ويظهر تحليل لصور الأقمار الصناعية قامت به بي بي سي الأعداد المتزايدة للخيام في رفح منذ بدء الحرب، حيث تغطي الخيم الجديدة مساحة تقدر بحوالي 3.5 كيلومتر مربع.