كتب - شريف سمير :
إلي جانب مشرط الجراح لتخفيف آلام المرضي، حمل الجراح البريطاني الفلسطيني الأصل غسان سليمان أبو ستة ميكروفون النضال مع حقيبة أدواته الطبية وصار يتجول بين دول العالم والمناطق الموبوءة بالحروب والنزاعات ليؤدي دوره المهني والإنساني .. إلي أنه مع تصاعد الحرب في قطاع غزة، حظي أبوستة باهتمام إعلامي كبير، لاسيما بعد منعه من دخول ألمانيا ومن بعدها فرنسا، في مساعيه للمطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي الوحشي.
** وريث أبيه!
وأخيرا تقلد أبوستة منصب رئيس جامعة جلاسكو في أسكتلندا، ولم تتقيد إرادته بمركزه المرموق الذي لم يثنيه عن واجبه كمواطن فلسطيني غيور علي وطنه وكرامة قضيته أولا، ثم كطبيب يقدس رسالته ويحترم "قسم بوقراط" .. فقد درس الطب في بريطانيا على خطى والده، وزار لأول مرة قطاع غزة كطالب طب خلال الانتفاضة الأولى عام 1989، ثم توجه إليه خلال الانتفاضة الثانية بدءا من عام 2000، ثم تكررت الزيارات مع الحروب التي شهدتها غزة.
** رحلات "البالطو الأبيض"!
وقدم أبو ستة المساعدة الطبية في مناطق الحرب في العراق ولبنان وسوريا واليمن، حتي شهري أكتوبر ونوفمبر 2023، منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة التي أدت منذ ذلك الحين إلى مقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني، عمل "السندباد الفلسطيني" بالبالطو الأبيض في مستشفى الشفاء والأهلي المعمداني في القطاع، وخلال أيامه الـ43 في غزة مؤخرا، تحدث عن مشاهدته "مجزرة" واستخدام ذخائر الفسفور الأبيض، وهو ما نفته إسرائيل.
** شاهد إثبات دولي!
وفي يناير الماضي، سلمت المحكمة الجنائية الدولية أدلة إلى سكوتلاند يارد تتعلق بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في غزة بموجب التشريعات البريطانية، بما في ذلك الأدلة المقدمة من أبو ستة، الذي تحدث أيضا إلى وسائل الإعلام وشارك في عدة مؤتمرات صحفية عن تجاربه في غزة، وتوجه إلي لاهاي للقاء محققي "الجنائية الدولية" للإدلاء بشهادته أمام الله والتاريخ والعالم بأسره.