كتب - شريف سمير :
بذكائه والثبات على مبادئه وانتمائه لجذوره المسلمة، دخل صادق خان عمدة لندن التاريخ بحصوله على 3 ولايات متتالية فى انتصار غير مسبوق لحزب العمال البريطاني على منافسه اللدود "المحافظين" فى الانتخابات المحلية الأخيرة التي جرت الخميس الماضي، لانتخاب عدد من رؤساء البلديات ونحو 2600 عضو للمجالس البلدية.
** صعود سياسي مبكر!
وهزم خان، المرشحة عن حزب المحافظين سوزان هول، كما فاز عدد من المرشحين العماليين بمناصب رؤساء البلديات في عدد من المدن الكبرى، ويجدد الانتصار السياسي الاعتزاز بمكانة وتفوق خان انطلاقا من صعود مبكر كسياسي بريطاني مسلم من أصول باكستانية، دخل الحياة السياسية من بوابة حزب العمال، وانتخب عن الحزب في البرلمان
وتولى عددا من المناصب الحكومية، ليسطع نجمه مع ترشحه لمنصب عمدة لندن، وهو أول سياسي مسلم يصل إلى هذا المنصب.
** عاشق القانون والرياضة!
وولد خان فى 8 أكتوبر 1970 في توتينج بلندن لعائلة بسيطة هاجرت من باكستان في الستينيات، وكان والده سائق حافلة لمدة 25 عاما، وعمل بالمحاماة ونجح في إنشاء شركة خاصة في هذا المجال من 50 موظفا، وتخصص في قضايا حقوق الإنسان ومتابعة ضحايا التمييز.
ولخص خان مشوار حياته بأنه لا ينحصر في السياسة، بل يخصص قدر المستطاع وقتا لزوجته وابنتيه، وللقاء أشقائه المقيمين في لندن، ولا يخفي شغفه بالرياضة وخصوصا كرة القدم والملاكمة والكريكت، وقال إنه شارك في مارثون لندن عام 2014.
** مشوار المناصب القيادية!
وانضم خان إلى حزب العمال، وكان أصغر منتخب لعضوية مجلس محلي في لندن حين التحق في 1994 بمجلس توتينج وعمره 23 عاما، وكان قد انتخب لعضوية مجلس العموم عام 2005، وعينه رئيس الوزراء السابق جوردن براون في يونيو 2007 في منصب مستشار الحكومة لشؤون البرلمان، وكان وكيلا لوزراة شؤون الجاليات والحكومة المحلية في أكتوبر 2008، ثم وزيرا للدولة لشؤون النقل في يونيو 2009.
** بطل "الظل"!
كما شغل خان منصب وزير النقل في حكومة الظل التي كونها حزب العمال في مايو 2010، وأدار حملة زعيم حزب العمال إد ميليباند، أثناء ترشحه للانتخابات الداخلية لزعامة الحزب في سبتمبر 2010.
** حلم لندن!
وغازل منصب عمدة لندن" أحلام خان، وخاض حملته الانتخابية الأولى تحت شعار "لكل اللندنيين"، وانطلق في الدعاية إلى برنامجه من تجربته الشخصية، وتعهد بأن يجعل الظروف في العاصمة البريطانية مشابهة لما كانت عليه في السابق حين تمكن والداه من دفع أقساط مريحة لامتلاك سكن، وتابع هو وأشقاؤه تعليمهم في مدارس حكومية وأنهوا دراستهم الجامعية وتكوينهم المهني دون التورط في ديون كبيرة.