رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

في لعبة عض الأصابع من سيصرخ أولا... السنوار صاحب الأرض أم نتنياهو مجرم الحرب؟

المصير

السبت, 4 مايو, 2024

02:44 م

كتب :محمد أبوزيد


الأحداث في غزة رغم خطورتها علي المستوى الإقليمي والدولي والتي ربما تعيد تشكيل خريطة المنطقة والعالم، ورغم قسوة وبشاعة جرائم الحرب التي ارتكبتها قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل غير مسبوق في التاريخ.. رغم كل ذلك إلا أنها تبدو في اللحظة الراهنة وكأنها "دور في لعبة دومينو قفل كما نقول في مصر".


معركة عض الأصابع

ومعروف أنه حينما يغلق دور الدومينو فإن اللعبة قد تكون قد أوشكت علي الانتهاء، هذا إن جاز أن نطلق عليها هذا المصطلح، و الأقرب للواقع هو أن المعركة في الوقت الراهن هي معركة عض الأصابع،بين السنوار صاحب الأرض وصاحب القضية وأهم رموز المقاومة وبين نتنياهو مجرم الحرب والمقامر والمغامر بآخر جندي إسرائيلي وآخر أسير وآخر يهودي حتى يبقى في السلطة.س

فمن سيصرخ فيهما أولا؟ ، من الذي سيقول "أي "؟ من الذي سيرفع الراية البيضاء؟؟ كلاهما ينتظر من الآخر صرخة الاستسلام.

فالمعركة صفرية بين السنوار و نتنياهو، كلاهما لا يريد أن يصرخ أولا.

السنوار وهو صاحب الحق والأرض، والأرض تلعب مع صاحبها في كرة القدم، وفي الحروب والمقاومة أيضا، حدث ذلك في فيتنام وافغانستان والجزائر.

الرجل ليس لديه أي خيارات أخرى فغزة هُدمت بمنازلها ومساجدها وكنائسها، والاستسلام أو إذا أردنا الدقة الإذعان في هذا التوقيت يعني الهزيمة، ويعني أن كل الدماء و الأنقاض والأطفال الذين تيتموا والنساء التي ترملت قد ذهبت بلا قيمة.

ونتنياهو مجرم الحرب الذي قد تصدر ضده مذكرة اعتقال من قبل المحكمة الجنائية الدولية قريبا، والذي قتل أكثر من 34 ألف فلسطيني في عدة شهور، إذا وافق على شروط حماس فهي أم الهزائم،فهزيمة ال4 ساعات التي تمت صباح يوم السابع من أكتوبر الماضي ما زالت تأكل أحشائه،وستظل ذكرياتها وآثارها قابعة أمام عينيه حتى الموت، ف معركة طوفان الأقصى تعكر عليه حياته، تطارده حتى في منامه، تطارده وهو ينظر للمرآة، تطارده في نظرات عيون جنود جيش الاحتلال له ، وبالتالي لا يمكن له أن يسمح للحرب أن تبدأ بهزيمة نكراء، وتنتهي بفشل ورضوخ مذل.


فكل الأهداف المعلنة للحرب لم يتحقق منها ولا حتى هدف واحد، لا الأسرى تم تحريرهم، ولا حماس انتهت، ولا ألقت السلاح، ولا السنوار وضيف تم تصفيتهم.

نقاط القوة لدى السنوار والضعف عند نتنياهو

هناك عدة نقاط قوة يرتكز عليها السنوار ويتوكأ عليها، وهي نقاط ضعف نتنياهو في نفس الوقت، ومن بين تلك النقاط.

اليقين... هو أهم نقطة قوة لدى السنوار والمقاومة، فهم على يقين بنصر الله، فهم أخذوا بكل الأسباب، وطرقوا كل الأبواب، وبعد أن أيقنوا وتثبتوا بكل السبل والطرق أن هذه الحكومة اليمينية الأكثر تطرفا في التاريخ عازمة بشكل نهائي على هدم المسجد الأقصى، من أجل إقامة الهيكل المزعوم، ولذلك حسم رجال المقاومة أمرهم، وتوكلوا على ربهم وقاموا بطوفان الأقصى.
هذه النقطة هي مقتل الفرس وليست مربطه في نقاط الضعف لدى نتنياهو، فعلي الرغم من أنه يترأس أكثر الحكومات تطرفا ويمينية على وجه الأرض، ولكن نتنياهو كشخص بتركيبته النفسية والسيكولوجية ليس عقائديا ولا توراتيا، ولا يهمه الهيكل ولا كل الخرافات التي يروج لها اليمين المتطرف من الصهاينة، هو علماني برجماتي فاسد، كل ما يهمه هو السلطة ويلعب على كل الحبال من أجل البقاء في السلطة، فهو أطول من مكث في الحكم في تاريخ الدولة العبرية وتجاوز بن جوريون المؤسس بسنوات ، والسلطة في تركيبة نتنياهو النفسية تعني الحياة والخروج منها يعني مفارقة الحياة، وهو يدرك البعد العقائدي لدى المقاومة لذلك تعامل مع غزة بكل إجرام وغل وقسوة أملا منه في أن يزحزح يقين المقاومة ولو مليمترات.

تعمد قتل الأطفال والنساء بشكل ممنهج من أجل كسر روح المقاومة ودفعها للاستسلام.

ورغم فداحة التضحيات، لم تستسلم المقاومة، ولا السنوار، فهم على يقين بأن الله لن يخذلهم حتى لو خذلهم كل من على وجه الأرض.


وثاني نقاط القوة لدى السنوار هي الداخل الإسرائيلي الذي يزداد غليانه ضد نتنياهو بسبب الأسرى وبسبب طول الحرب والخسائر الاقتصادية الفادحة التي تكبدها اقتصاد دولة الاحتلال، وبسبب العيش في الملاجئ، وبسبب انكشاف ورقة التوت الأخيرة من على فخذ الدولة العبرية أمام العالم فظهرت حقيقتها بلا أي رتوش ولا فلاتر لأول مرة في التاريخ.


ثالث نقاط القوة لدى السنوار هي الحراك الطلابي في الجامعات الأمريكية في أمريكا وخارجها، وهذا أصبح كابوسا يطارد نتنياهو و بايدن معا، وهدية من رب السماء للسنوار والمقاومة ليضيف إليهم ورقة جديدة في المفاوضات، هذا الحراك هو عضة ما قبل الصرخة

رابعا.. حب السنوار وكل رجال المقاومة للموت بمقدار حب نتنياهو وعصابة مجلس الحرب وكل الصهاينة للحياة هو من أهم نقاط قوة السنوار وضعف نتنياهو.

فالسنوار المقاوم مثل غيره من أبطال المقاومة أقصى ما يتمناه أن يلقى الله مقبلا غير مدبر، فهذه هي درة التاج فيما يتمناه، والشهادة هي حلم كل المقاومين، والخوف من الموت والرغبة في الحياة هي أقصى ما يتمناه المجرمون، ومن يعشق الشهادة ليس كمن يعشق الحياة.


الكفة هنا تميل للشجعان الذين لا يهابون الموت


خامسا :الأسري وهي الورقة التي تحمي المقاومة وتغيظ نتيناهو وتجعله الأقرب لرفع الراية البيضاء والصراخ في لعبة عض الأصابع.


نقطة ضعف السنوار الوحيدة

واذا كانت العقيدة الثابتة والإيمان الراسخ والأرض والحراك الطلابي في أمريكا والعالم وغيرها هي نقاط قوة السنوار ورجاله، فإن نقطة ضعفة الوحيدة هي رفح، ونتنياهو منذ شهور وهو يهدد يوميا باجتياح رفح، وهو لا يفعل ولن يفعل لإن التهديد باجتياح رفح هو رقة الضغط الأخيرة التي يملكها نتنياهو في مواجهة السنوار، وسيظل يهدد بها يوميا من أجل أن يصرخ السنوار، ويرفع الراية البيضاء، وهو ما لم ولن يحدث، حتى لو كان اجتياح رفح والخوف من مجازر غير مسبوقة في التاريخ قد تحدث في تلك العملية فإن تسليم الأسرى الإسرائيلين قبل قرار وقف الحرب بشكل نهائي والانسحاب من غزة يعني أن رفح ستتم ابادتها بمجرد انتهاء الهدنة

سيظل السنوار بملامح وجهه النبيلة ونتنياهو بملامح وجهه الخبيثة في مواجهة مستمرة إلا أن يصرخ أحدهما، وإنا على يقين أنه مجرم الحرب هو من سيصرخ أولا