أثار اعتراف شركة أسترازينيكا البريطانية، أمام المحكمة لأول مرة بأن لقاحها المضاد لفيروس كورونا، يمكن أن يكون سببا لآثار جانبية مميتة بسبب تجلط الدم، جدلا ومخاوفا في أوساط من تلقوا لقاح الشركة في كافة أنحاء العالم ومنها مصر.
وقد جاء الاعتراف النادر من جانب شركة صناعة الأدوية، بعد دعوى قضائية جماعية رفعتها عشرات العائلات تطالبها بتعويضات تصل إلى ملايين الجنيهات في بريطانيا، بزعم أنهم أو أقاربهم أصيبوا بتشوهات أو تعرضوا للقتل بسبب اللقاح "المعيب" الذي أنتجته الشركة.
وبعد هذا الاعتراف وما صاحبه من ضجة في الشارع المصري، إلتقى موقع المصير مع عدد من أهالي ضحايا اللقاح في مصر من المتوفين بسبب مضاعفاته، أو هؤلاء الذين تعرضوا لمتاعب صحية جراء تلقيه.
*رحمة محمد.. آلام شديدة وفارقت الحياة بعد 3 أيام
وتحدث المصير مع عائلة "رحمة محمد"، والتي فقدت حياتها بسبب لقاح أسترازينيكا، وكانت تبلغ من العمر 26 عام، حيث أكدت والدة رحمة أن ابنتها لم تكن تعاني من أي أعراض صدرية أو أمراض من أي نوع، وما إن تلقت اللقاح حتى بدأت تشعر بثقل عضلات جسمها، والشعور بالإعياء الشديد ولم تستطع التحرك.
وأضافت والدة "رحمة" أن ابنتها عانت من آلام شديدة وصداع مبرح في الرأس، ولم تستطع حتى تحريك أي عضو في جسمها، وظن الجميع أن أعراض اللقاح ستستمر ليومين وتنتهي، ولكن بدأت أعراض شلل تغزو أطرافها، واضطرت للجلوس على كرسي متحرك، ولم يمض سوى ثلاثة أيام حتى فارقت رحمة الحياة.
وأنهت والدة رحمة حديثها للمصير قائلة: "رحمة الوحيدة التي تلقت لقاح أسترازينيكا من سوء حظها، ورحلت وتركت لي ثلاثة أطفال أكبرهم يبلغ ستة أعوام".
*الدكتورة لينا تلقت الجرعة صباحا وتوفت ظهرا
كما التقى موقع المصير مع الدكتور أحمد عماد وهو طبيب أسنان من منطقة شمال الجيزة، تحدث عن زميلته الدكتورة "لينا" التي كانت تبلغ من العمر 23 عام، والتي تلقت جرعة لقاح أسترازينيكا في تمام التاسعة صباحاً، وجاءت للعمل وبدأت تشعر بثقل في رأسها ودوار شديد وجلست تشكو آلاماً قاسية، وتبكي أكثر من ساعتين، وأخذت بعض المسكنات وظلت جالسة لم تتحرك، حتى جاءت الساعة الثانية ظهرل وحين ذهب طبيب الطوارئ إليها أخبرنا أنها فارقت الحياة.
وبالإضافة إلى روايات أهالي الضحايا وأصدقائهم، نقل المصير أيضا شهادة بعض الأشخاص الذين تلقوا اللقاح ومازالوا على قيد الحياة، حيث أوضح السيد عبد الفتاح محمد البالغ من العمر 50 عام، أنه ذهب لتلقي جرعة اللقاح مع إبنه البالغ من العمر 18 عاما، فتلقى هو لقاح فايزر، وأعطت ممرضة التطعيم إبنه لقاح استرازينيكا، وعندما أخبرها عن السبب أجابته: "هو يستحمل اللقاح لكن انت لا ياحاج، الكبار مش هياخدوه".
وقال عبدالفتاح إنه وبعد تلقي إبنه اللقاح، شعر بوخز شديد وثقل في الذراع وآلام صداع عنيفة، ظل يشكو منها ثلاثة أيام ولم يستطع تحملها، ولم تذهب حدة الأعراض إلا بعد ثمانية أيام.
ويشار إلى أن أسترازينيكا ورغم اعترافها بأن لقاحها المضاد لفيروس كورونا، يمكن أن يكون سببا لآثار جانبية مميتة بسبب تجلط الدم، إلا أنها مازالت تؤكد أن سبب إصابة بعض الأشخاص بمتلازمة تجلط الدم مع نقص الصفيحات الدموية بعد تلقي اللقاح مازال غير معروف، إذ يمكن أن تصيب أيضا أشخاصا لم يحصلوا على أي لقاح.