رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

”قراقوش” المفترى عليه.. من الأمير المقاتل إلى المستبد الغبي

المصير

الأحد, 28 إبريل, 2024

10:10 ص

هناك الكثير من الشخصيات التي لمعت أسمائهم في العالم العربي والإسلامي، و خلدت أدوارهم في كتب التاريخ وظلت بطولاتهم، يضرب بها المثل إلى يومنا هذا.

ويعرف "قراقوش" بأنه حامي حمى الديار في عهد صلاح الدين الأيوبي، وهو "بهاء الدين قراقوش بن عبد الله الأسدى الرومى المالكي الناصرى"، تولى المهمة الأساسية في بناء قلعة القاهرة، ومهمة حماية وتحصين عكا بعد وفاة القائد صلاح الدين الأيوبي.

وإسم قراقوش يعني الطائر الأسود أو طائر العقاب، وهو اسم تركي الأصل.

حكم قراقوش

ونسب إلى قراقوش عجيب الأحكام الصادرة أثناء فترة ولايته، حيث صدر كتاب عن الشاعر "الأسعد بن مماتي " بعنوان "الفاشوش في أحكام قراقوش" ذكر فيه حكايات عجيبة عن شدة الأحكام التي كان يأمر بها، وبعضها كان عجيباً يدهش العامة.

وكانت بعض الأحكام الصادرة منه وفقا لكتاب ابن مماتي شديدة جداً لدرجة الظلم والبطش، والأخرى عجيبة ومضحكة لدرجة توحي بالغباء، ومن هنا جاء لفظ "حكم قراقوش".

وهناك كثيرون ممن اعتقدوا أن قراقوش ظلم كثيرا، وحاولوا الدفاع عنه ومنهم الدكتور عبداللطيف حمزة الذي رأى أن ما أتهم به قراقوش كان زورا وبهتانا وأنه لم يصدر عنه تاريخيا ما يدعم هذه الأباطيل، وكذلك صالح محمد الجاسر فى «قراقوش المظلوم حيا وميتا» رأوا أنه تعرض لتشويه نقله من قائمة المحاربين والمهتمين بالعمارة إلى قائمة الحمقى والمغفلين والطغاة. وأن قراقوش ظلم لأن الناس أخذوا ما نسب إليه على أنه حقيقة. ويرى بعض المستشرقين أن ابن مماتى ألف الكتاب للسخرية من ظلم قراقوش، وأيضا سخطا على دولته الأيوبية.

ومما أثير عن أحكام قراقوش وفقا لرواية ابن مماتي الساخرة التي أكد المؤرخون على عدم صدقها تلك الحكايات الغريبة.

أجري على الله !

جاءت هذه الكلمة التي يتداولها الكثير إلى يومنا هذا، من حكم قراقوش بالسجن على تاجر أتاه شاكياً، من شخص أكل ماله منذ أشهر ولم يردها إليه، وعندما استدعى قراقوش الرجل أخبره أنه لم يجد التاجر أكثر من مرة، فبعث للتاجر يحضره وأمر بسجنه حتى يجده الرجل في المرة الأخرى، فجرى التاجر هارباً من قصر قراقوش ومخالفة السجن قائلاً:

لا أريد المال يا سيدي، أجري على الله !

الصياد والمرأة الحامل

يذكر أن صياد كان يعمل على قارئه الخاص، وكل يوم يأتيه جاره يحاول إقناعه بأخذه في نزهة هو وزوجته الحامل، وكان يرفض.

وفي يوم من الأيام اضطر الصياد لأخذه حتى ينهي جدل كل صباح، وأثناء النزهة وخز الصياد امرأته بأدوات الصيد عن دون قصد، ولكن تسبب ذلك في إجهاضها، وعندما ذهب الرجل يشكو لقراقوش، لاحظ أن الرجل كثير الجدل في أمور لن تعود، فحكم أن يأخذ الصياد زوجة الرجل معه ويعيدها حامل !

فجرى الرجل وزوجته بعيداً وهنا حلت المشكلة، بذكاء من الملك قراقوش حيث انتهى من جلسة جدل ونقاش لن تعود بالفائدة، ولن تعود بالجنين مرة أخرى.