كتب - شريف سمير :
يصطدم تمثال الحرية بأكبر صخرة "حراك طلابي" في تاريخ جامعات الولايات المتحدة، والفضل يرجع إلي القضية الفلسطينية وما فجرته حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة من غضب في محيط الشباب المؤمن بالحقوق الإنسانية المشروعة، واتسعت رقعة الاحتجاجات الطلابية الرافضة للعدوان الإسرائيلي على غزة، في عدة جامعات أمريكية، وسط غضب في إسرائيل تجاه هذه الاحتجاجات التي وصفتها بأنها "معادية للسامية"، وطالبت السلطات الأمريكية بتقويضها.
** جامعات أستراليا وكندا وأوروبا!
وتخطت نيران التضامن مع غزة حدود الجامعات الأمريكية العريقة لتصل إلى جامعات أستراليا وكندا، وتخترق حواجز القارة البيضاء العجوز، بعد أن اندلعت شرارة الاحتجاجات من جامعة كولومبيا في نيويورك، لتشمل 10 جامعات أخرى من بينها هارفارد، جامعة تكساس، وجامعة نيويورك، حيث يجسد الطلاب من خلال احتجاجاتهم مشاعر التضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، داعين لإنهاء الاحتلال وتحقيق السلام.
** بفقعة سوداء في ثوب "مينوش"!
وتمثل هذه الاحتجاجات رسالة قوية من الجيل الجديد لرفض الحروب والظلم، وتشكل ضغطا على الحكومات والمؤسسات الداعمة للاحتلال وعدوان الصهاينة، كما تتيح هذه الاحتجاجات للطلاب فرصة إيصال أصواتهم والتأثير على الرأي العام، ممّا قد يُساهم في إحداث تغيير إيجابي على المدى الطويل.
وأثارت احتجاجات طلاب جامعة كولومبيا الداعمة للقضية الفلسطينية ردود فعل متباينة من كبار المسؤولين الأمريكيين، وأحرجت رئسية الجامعة الدكتورة نعمت شفيق وشهرتها "مينوش" التي طالبت بتدخل الأمن وفض الاعتصامات بالقوة في وصمة عار في سجلها الأكاديمي .. إلا أن طلاب الجامعة لم يفرطوا في حق التظاهر السلمي، ويواصلون في إصرار اعتصامهم المفتوح في مخيم نصبوه بالجامعة منذ 8 أيام احتجاجا على ما يعتبرونه إبادة جماعية للشعب الفلسطيني، ولم يبال الطلاب بالمهلة التي منحتها إدارة الجامعة للمعتصمين وهي 48 ساعة لإنهاء مظاهراتهم داخل الحرم الجامعي.
** الكونجرس في مأزق!
ودفعت مسيرات الغضب الجامعية رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون وعدد من أعضاء المجلس للمطالبة بإقالة شفيق ما لم تتمكن على الفور من إنهاء ما وصفه ب "الفوضى الجارية" في حرم الجامعة، وقال جونسون إن الكونجرس الأمريكي لن يقف صامتا إزاء التهديدات التي تستهدف الطلبة اليهود.
** اعتقالات وتهم جنائية!
وشهدت جامعة ولاية تكساس اعتقال الشرطة ما لا يقل عن 10 طلاب داخل حرم جامعة أوستن، بينما تصدت قوات مكافحة الشغب للمتظاهرين الغاضبين، واستخدم بعضهم الهراوات لتفريقهم، بل وتلقى المحتجون تهديدات بمواجهة تهم جنائية بالتعدي على ممتلكات الغير في حال إصرارهم على التظاهر.
وامتدت الفوضي إلي اشتباكات بين طلاب جامعة جنوب كاليفورنيا في لوس أنجلوس مع عناصر الشرطة خلال محاولتهم إزالة الخيام التي نصبها المحتجون وسط الحرم الجامعي، وتم اعتقال عدد منهم، فيما أنشأ طلبة مؤيدون للفلسطينيين في جامعة هارفارد مخيما احتجاجيا في إحدى ساحات الجامعة، متهمين الجامعة بقمع الأصوات التي تتحدث علنا ضد الممارسات الإسرائيلية.
وطالت احتجاجات مماثلة بمخيمات الاعتصام، جامعة براون في مدينة بروفيدنس، وجامعة ميشيغان في مدينة آن أربور، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في كامبردج وجامعة كاليفورنيا بوليتكنك في مدينة هومبولت.