رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

”الحشاشين” فى النسخة الكينية، ”الأخبار السارة” طائفة دينية تجند البسطاء بالموت جوعا والوعد بالجنة!

المصير

الأربعاء, 24 إبريل, 2024

04:52 م

كتب - شريف سمير :


اتبعت طائفة الحشاشين فى العصور الوسطي منهج زعيمها حسن بن الصباح فى امتلاك مفتاح الجنة بالسمع والطاعة العمياء والانتحار إرضاء ل "صنم" خليفة الله فى الأرض .. وبنفس العقيدة المسمومة، مر عام على جريمة كبرى مهد لها قسيس كيني يدعي بول ماكنزى كان يعمل سائق تاكسي وتحول إلى غسل أدمغة القرويين البسطاء.ط بتكوين طائفة دينية روج من خلالها لنهاية العالم وأقنع أتباعه بأنه يقودهم إلى طريق الخلاص من خلال الموت جوعا.

** بينهم أطفال!

وذاع صيت هذه الجريمة البشعة في كينيا، وخلفت وراءها العديد من المقابر في غابة "شكاهولا" الواقعة غربي مدينة "ماليندي" الساحلية، بحسب آخر الإحصاءات تم انتشال جثث 429 شخصا بينهم أطفال.

** عبادة الجوع!

وبدأت المأساة في عام 2003 بتأسيس طائفة دينية أطلق عليها اسم كنيسة "الأخبار السارة" الدولية، وجند القس ماكنزى المحتال بخطبه الدينية النارية ونشاطه عبر الإنترنت الأتباع في منطقته وفي أنحاء كينيا، وغرس في عقولهم أن نهاية العالم قريبة، وأنهم سيدخلون الجنة إذا جوعوا أنفسهم حتى الموت.

** غابة من الجثث!

وحتى الآن لا تزال السلطات الكينية تبحث في غابة مساحتها 800 فدان عن مقابر جديدة بعد استخراج أكثر من 400 جثة على مدى الشهور السابقة من مقابر متفرقة قليلة العمق، فيما توقع إيرونجو هوتون، المدير التنفيذي لمنظمة العفو الدولية في كينيا، بأن يرتفع عدد ضحايا الخداع والتضليل ليصل إلى عدة مئات، وقال :"إذا جمعنا هذه الأرقام معا، فإن هذه الجريمة الجماعية، ربما حصدتعددا من الوفيات أكثر من العديد من الهجمات الإرهابية التي رأيناها".

** لقاء يسوع!

وكان ماكنزي قد اعتقل بعد أن عثرت الشرطة في 14 أبريل 2023 على جثث أربعة أشخاص في منزل في الغابة بمنطقة أقام فيها أتباع هذه الطائفة معسكرا ينتظرون فيه نهاية العالم، وأثناء التحقيق أبلغ الشرطة بأن "أكثر من ألف شخص رحلوا للقاء يسوع، فيما بعد عثرت الشرطة على مقابر أخرى حتى بلغ العدد 429 ضحية.

** أتباع ماكنزي!

ويخضع قس الضلال و94 آخرون من أتباعه التحقيق، على أن تتم مساءلتهم في محكمة ماليندي، علما بأن 64 شخصا ممن يخضعون للتحقيق في هذه الجريمة كانت السلطات قد عثرت عليهم في الغابة وهم يتضورون جوعا وعلى شفا الموت، وجرى علاجهم، وتبين لاحقا أن أطفال العديد من هؤلاء ماتوا جوعا في الغابة، وامتنعوا عن إبلاغ السلطات بالأمر، كما قدم بعضهم أنفسهم بأسماء وهويات مزيفة.

** القس مجرما!

وروى سكان المنطقة أن أعضاء "الأخبار السارة" الذين كانوا يقيمون على أرض يملكها ماكنزي، تواصلوا مع السكان في البداية، إلا ان الوضع تغير مع عام 2022. حينها أغلق أتباع الطائفة مستوطنتهم أمام الغرباء ثم بدأوا في الشجار مع السكان المحليين، ومنعوا المرور على طول الطريق عبر الغابة، حيث وجدت القبور.
وفي مارس عام 2023، بدأ أتباع الطائفة الملعونة يفقدون حياتهم في الموت، وصرح أحد السكان لوسائل إعلام محلية قائلا: "وردتنا أنباء عن أشخاص يعانون من سوء التغذية. لقد ماتوا واحدا تلو الآخر".


ومن جانبه، علق الرئيس الكيني وليام روتو على هذه الجريمة قائلا: "ما نشهده يشبه الإرهاب .. لا يهم إذا كان بول ماكنزي قسيسا .. إنه مجرم يستخدم الإرهابيون الدين لتبرير أفعالهم الشنيعة، واستخدم الدين لفعل الشيء ذاته .. والأشخاص من أمثاله لا ينتمون إلى أي دين .. ومكانه في السجن".
حين اعتقلت الشرطة مؤسس الطائفة ماكنزي، تبين أنه كان اعتقل في السابق في عام 2017 على خلفية موت طفلين جوعا، لكن سرعان ما أطلق سراحه بكفالة قدرها 10000 شلن بالعملة المحلية الشلن، أي ما يعادل 75 دولارا.

** الإصرار على الموت!

ولا يكمن حجم الكارثة فقط في عدد الضحايا الكبير والمرشح للزيادة، بل ومدى التأثير القوي لمؤسس الطائفة على أتباعه، فقد صاح رجل في العقد الرابع من عمره في وجه الأطباء الذين حاولوا إسعافه قائلا: "أنتم تمنعونني من الذهاب إلى الجنة"، وحاول إقناعهم بأنه في كامل قواه العقلية، ويعي ما يفعل ووصف من أتوا لمساعدته بالأعداء.
وعلاوة على ذلك، امتنعت شابة تبلغ من العمر 20 عاما عن تجرع الماء بالسكر وأغلقت فمها بإحكام، ورفضت التجاوب مع من أتوا لإنقاذ حياتها من خطر الموت جوعا.