كتب - شريف سمير:
في مشاهد سينمائية مشابهة لأفلام الخمسينات عن مواجهة الاحتلال البريطاني لمصر، شنت الشرطة الأمريكية حملة قمع أمنى ضد المظاهرات المنددة بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، في عدد من جامعات الولايات المتحدة، واعتقلت المحتجين على الإرهاب الإسرائيلي.
وكانت الشرطة الأمريكية، قد داهمت مخيما أقامه العشرات من طلاب جامعة "ييل" في الحرم الجامعي دعمًا للقضية الفلسطينية، وطالبوا الجامعة بسحب استثماراتها من الشركات المصنعة للأسلحة العسكرية، التي يتم استخدامها في الحرب الدموية على غزة.
** الدولة البوليسية الأمريكية
وأصدرت الشرطة تحذيرًا للطلاب والصحفيين بالمغادرة، وإلا فسيتم القبض عليهم، واستدعت 47 طالبًا، بعد 3 أيام من التظاهر، وقال مكتب عمدة نيو هيفن، إن المتظاهرين المعتقلين تم نقلهم إلى منشأة تابعة لشرطة ييل، حيث تم استجوابهم، ووجهت إليهم تهم التعدي الجنائي من الدرجة الأولى وجنحة، ثم أطلق سراحهم.
ومن جانبها، أعلنت الجامعة أن المعتقلين ستتم إحالتهم أيضًا إلى إجراءات تأديبية، والتي تتضمن مجموعة من العقوبات، مثل التوبيخ أو المراقبة أو التعليق .. إلا أن الاعتقالات سكبت المزيد من الزيت على النار، ليحتشد أكثر من 200 متظاهر ويقرروا إغلاق تقاطع شارعي "جروف وكودج" في الحرم الجامعي، تضامنا مع زملائهم ورفضا لأسلوب الدولة البوليسية فى التعاطي مع حرية الرأي والتعبير وحق التظاهر المشروع دستوريا.
** مخيمات الاحتجاج
واتسع نطاق المظاهرات لتشمل 3 جامعات في منطقة بوسطن، وهي تافتس ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وإيمرسون، حيث نظمت أيضًا مخيمات احتجاج خلال عطلة نهاية الأسبوع، بينما اضطرت جامعة "هارفارد" بتقييد الوصول إلى هارفارد يارد، وهي منطقة عشبية محاطة بأسوار في الحرم الجامعي، حتى بعد ظهر الجمعة الماضي، وذلك تحسبا لانتشار مسيرات الغضب ضد العدوان الصهيوني على الفلسطينيين.
** جامعة كولومبيا تطارد طلابها!
وتزامن ذلك مع قرار جامعة كولومبيا في نيويورك ورئيستها الدكتورة نعمت شفيق "مينوش"، بإلغاء حضور الطلاب، وانتقادات طاردت إدارة جامعة جنوب كاليفورنيا في لوس أنجلوس الأسبوع الماضي، بعد أن ألغت كلمة لطالب متفوق كان حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي مرتبطًا بوثيقة تعبر عن دعم الفلسطينيين في غزة .. حيث تذرعت الجامعة بأنها قررت إلغاء الخطاب بناءً على مخاوف تتعلق بالأمن وإمكانية تعطيله.
** قطع الكهرباء عن قاعة "إيوارت"!
إنتفاضة غضب بالجامعة الأمريكية في مصر
وانتقل الغضب إلى طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة ورفعوا داخل الحرم الجامعى لافتات داعمة للقضية الفلسطينية، تطالب بوقف تعاون الجامعة مع الشركات والمنتجات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، وجاءت اللافتات تحت شعار: "فلوسنا رايحة فين.. الجامعة مخبية إيه؟"
وتكرر الأمر في إحدى ليالي المهرجان الثقافي السنوي للجامعة عندما دخل الطلاب قاعة "إيوارت" التذكارية بحرم الجامعة بالتحرير رافعين لافتات تطالب إدارة الجامعة بقطع التعامل مع شركات داعمة للكيان الصهيوني وتمول الاحتلال لقتل الأبرياء في قطاع غزة وفلسطين، إلى أن تدخل الأمن لفض الاعتصام بالقوة ولجأ لقطع الكهرباء عن القاعة، ليصرخ الطلبة فى إصرار :"طفّي النور كمان و كمان، الجامعة داعمة الكيان".