كتب - شريف سمير :
في كل مرة يصدر تقرير سنوي أمريكي عن حقوق الإنسان، لايذكر إسرائيل بكلمة ولايقبل التفوه نحوها بلفظ إدانة أو إساءة أو حتي تلميح .. إلا أن تقرير العام الحالي حمل اعترافا صريحا ومفاجئا بارتكاب الاحتلال الصهيوني جرائم حرب ومجازر دموية وحشية في قطاع غزة، وأوضح التقرير أن رد إسرائيل على هجمات 7 أكتوبر أدى إلى سقوط أكثر من 21 ألف فلسطيني كضحايا بنهاية 2023!.
** تقرير صادم وغير مسبوق!
وكشف التقرير أيضا أن قوات الاحتلال مارست الإخفاء القسري والتعذيب وفرضت قيودا على حرية الإعلام، فضلا عن أن تل أبيب لم تتخذ خطوات علنية لتحديد المسؤولين المتهمين بانتهاكات بغزة ومعاقبتهم، بل وأدان التقرير الجيش الإسرائيلي لممارسته أعمال قتل غير قانونية بالأراضي الفلسطينية المحتلة، لافتا إلى أن هجمات المستوطنين الإسرائيليين وصلت إلى مستويات قياسية في 2023.
** بلينكن نطق كفرا!
وبديهي أن يلتزم المسئولون الأمريكيون بالصمت إزاء هذا التقرير الجرئ وغير المسبوق، أو علي الأقل فتح تحقيقات موسعة بشأن تفاصيله وماورد فيه من معلومات وحقائق .. ولكن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خرج بتصريح يبعث علي الدهشة والسخرية معا، عندما قال إن الولايات المتحدة ليس لديها معايير مزدوجة فيما يتعلق بإسرائيل وحقوق الإنسان، مؤكدا أن واشنطن تحقق في انتهاكات وصفها بأنها "مزعومة" لإسرائيل وتخص حقوق الإنسان في غزة.
** أرض غزة المحروقة!
وتزامن التقرير الأمريكي مع تحول قطاع غزة إلى أرض محروقة على مرأى من العالم أجمع، ومجاعة تضرب كل مناطق القطاع بفعل متعمد من سلطات الاحتلال، فضلا عن ناقوس خطر يدق أبواقه بسبب التهديد باجتياح مدينة رفح الفلسطينية المكتظة بالسكان .. وأمام هذه الحالة المركبة من المآسي والمعاناة اليومية، هل يحتاج العالم إلي تقارير رسمية ترفع، وبيانات سياسية تكتب، وملفات ضخمة من الأوراق والأدلة والمستندات التاريخية تتجمع وتتراكم في أرشيف المنظمات الدولية ثم مصيرها النسيان .. أو سلة المهملات؟!!.