كتب - شريف سمير:
يعيش الشرق الأوسط أمثر من "ديربي" مثير يجمع إسرائيل ب 3 لاعبين محترفين فى التسلح العسكري والمواجهات الميدانية .. وافتتح موسم (2023-2024) مباراة "طوفان الأقصى" بين الكيان الصهيوني وحركة حماس الفلسطينية، ثم اشتعل السباق فى "ديربي" خاص مع حزب الله على أرض لبنان فى تبادل الضربات المؤلمة .. إلى أن بلغت المنافسة ذروتها بأكثر اللقاءات العسكرية سخونة واشتعالا بين العدو الإسرائيلي والحليف الإيراني لحماس وحزب الله بعد الهجوم الإيراني غير المسبوق على إسرائيل مساء السبت الماضى، والذى فجر مخاوف عالمية من تحول التوترات في المنطقة والحرب بين إسرائيل وحماس إلى مواجهات إقليمية واسعة النطاق وغير محسوبة العواقب.
** "خطة" مجلس الحرب الإسرائيلي!
وتصاعدت احتمالات الرد الإسرائيلي مابين ضربات عسكرية مباشرة أو استهداف المفاعلات النووية الإيرانية أو حشد العالم ضد طهران وتجميد أرصدة المسؤولين الإيرانيين ومحاصرة الخصم الفارسي اقتصاديا بالعقوبات الغربية الخانقة!.
وترأس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اجتماعا لحكومة الحرب في تل أبيب الأحد الماضي لكن لم يُتخذ أي قرار بشأن ما سيكون عليه الرد الإسرائيلي المحتمل على الهجوم الإيراني ولا موعده، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أسقط تقريبا جميع الطائرات المسيّرة والصواريخ التي أطلقتها إيران والتي فاق عددها 300 طائرة .. والتي جاءت في الأساس بعد ضربة يشتبه بأن إسرائيل نفذتها على مجمع السفارة الإيرانية في دمشق في 1 أبريل الحالى، أدت إلى مقتل قادة كبار في الحرس الثوري الإيراني.
** الدقائق الحرجة!
ومن جانبه، أكد تامير هايمان الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية والذي يرأس معهد دراسات الأمن القومي (INSS) في منشور على منصة إكس، قائلا :"الرد الإسرائيلي قادم، في الأراضي الإيرانية، لكن لا يجب أن نشرح هذه المسألة، بل أن ندع الطرف الآخر يعاني من حالة عدم اليقين".
وأضاف هايمان في منشوره: "الوقت في صالحنا، يمكننا التفكير والتخطيط والتصرف بذكاء"، معتقدا أن "النجاح الدفاعي" الذي تم تحقيقه في نهاية هذا الأسبوع ردا على هجوم إيران، يسمح بعدم التسرع.
وفي نفس السياق، نقلت قناة إي بي سي نيوز الأمريكية عن بيتر ليرنر وهو متحدث عسكري إسرائيلي، قوله إن المسؤولين العسكريين الإسرائيليين يدرسون "مجموعة واسعة من الخيارات" للرد على الهجوم الصاروخي الإيراني. وأضاف أن هناك "الكثير من السيناريوهات المختلفة.
** "شباك" المفاعلات النووية الإيرانية!
وعن طبيعة الهجوم الإسرائيلي المتوقع، أوضح إيدي كوهين أستاذ وباحث أكاديمي من تل أبيب، أن "الجيش الإسرائيلي يريد فتح جبهة مع طهران"، داعيا إلى قصف المفاعلات النووية الإيرانية، وأضاف :"نحن في موقف حرج، لكن الشعب الإسرائيلي سيتفهم ويتلقى نبأ إعلان الحرب على إيران بموضوعية. حيث إن معنا الشرعية الدولية لقصف مفاعلات إيران النووية.. وهذا هو التوقيت المناسب لفعل ذلك.
وتابع :"إسرائيل الآن هي على المحك .. ولا تقبل أي دولة أن يتم استهدافها بمئات الصواريخ .. ويجب أن نرد وبشكل جنوني وحتى هستيري لكي نعاقب النظام الإيراني".
** الضربة العسكرية القاتلة!
وبدورها، قالت المحللة سيما شاين، والتي كانت تعمل رئيسة لقسم البحث والتقييم في جهاز الموساد، وتدير حاليا برنامجا حول إيران في معهد دراسات الأمن القومي ومقره تل أبيب، إن رد إسرائيل المحتمل سيكون وفقا لنفس المعايير على المواقع العسكرية، وليس المدنية والاقتصادية"، بينما كشف حسني عبيدي، من مركز الدراسات والبحوث حول العالم العربي والمتوسط في جنيف، أن الإيرانيين ضربوا إسرائيل "بطريقة خاضعة للرقابة"، وخاصة لتجنب التعرض لرد فعل كبير من جانب إسرائيل والذي من شأنه أن يعرض برنامجهم النووي للخطر.
ورأى الخبير الأمني الفرنسي ستيفان أودراند أنه حتى مع إسقاط إسرائيل وحلفائها معظم الصواريخ والمسيّرات، فإن هذا الحدث "يعيد كتابة العلاقات" بين الخصمين، وقال أودراند: "تقليديا، لا تتسامح إسرائيل مطلقا إذا تعرضت أراضيها لضربة من دولة أخرى"، معتبرا أن نتنياهو لايمكنه عدم الرد، مشيرا إلى أنه لاحتواء خطر التصعيد، يجب على الإسرائيليين أن يكتفوا بضربات على مواقع تقليدية، ويستهدفوا فقط مواقع أُطلقت منها صواريخ، على مصانع طائرات مسيّرة.
** اصطياد "دكة البدائل"!
وأمام التأييد الأمريكي والأوروبي المطلق لحق دفاع إسرائيل عن نفسها، قال جون كيربي كبير المتحدثين باسم الأمن القومي في البيت الأبيض إن واشنطن ملتزمة بمساعدة الفتي الإسرائيلي المدلل أمام الولد الإيراني المشاكس، إلا أنه شدد على رغبة بلاده فى عدم الدخول فى حرب أوسع بالشرق الأوسط، فيما حذرت وسائل الإعلام الغربية من اتساع رقعة الرد الإسرائيلي باستهداف المنشآت العسكرية في مرتفعات الجولان المحتلة في أقصى الشمال وصحراء النقب في أقصى الجنوب، وصولا إلى ضرب أهداف عسكرية، بما فيها تلك التابعة للميليشيات المرتبطة بإيران في سوريا ولبنان والعراق، بالإضافة إلى عمليات نوعية داخل إيران.
** اللجوء إلى "الفار" الدولي!
وعلي مدار اليومين الماضيين، سجل اللاعب الإيراني هدف التعادل بعد أن باغته العدو الإسرائيلي بهدف البداية بعد ضربة القنصلية الإيرانية فى دمشق، وأصبحت المباراة علي صفيح ساخن، وتترقب من يفلح فى استغلال أسلحته الهجومية فى فرض السيطرة وإحراز الهدف الثاني ويقترب من حسم الديربي الخطير لصالحه، ولو بصفة مؤقتة لحين تدخل الأطراف الدولية للحصول على وقت مستقطع والتقاط الأنفاس وفرض هدنة سلام حماية للمنطقة بأسرها .. ومع حرب التهديدات المستمرة سياسيا وإعلاميا ونفسيا، ليس من المستبعد أبدا أن يلجأ الشرق الأوسط إلى الوقت الإضافي، وقد يمتد الشوط الأكبر بين تل أبيب وطهران إلى ركلات الترجيح العسكرية حسب قوة وإتقان كل ضربة على حده، ومهارات ومناورات كل فريق ، فضلا عن قرارات "الفار" المنتظرة من المجتمع الدولي والتحكيم الغربي!.