رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

أصبح لغة العصر.. مسلسل الـ 15 حلقة، الجمهور عاوز كدا

المصير

الأربعاء, 17 إبريل, 2024

01:56 ص

انتشرت خلال السنوات الأخيرة المسلسلات الدرامية القصيرة ذات الطابع السريع والمكثف، كنتيجة منطقية لتغيرات لغة العصر التي فرضت على الجمهور صيغة جديدة ضمن “عالم الدراما”، عبر شاشات التليفزيون و المنصات الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي.

وغيرت تلك المنصات عادات الجمهور وجعلته يبحث عن نمطٍ مختلف، كما جعلته يبتعد عن شاشات التليفزيون التقليدية، خاصة وأن طبيعة الحياة والمشاهد تغيرت، وأصبح رتم الحياة سريع ، لا يحتمل المط والتطويل، ولا كم الإعلانات المهول الذي يتخلل المسلسل.

في الواقع، لم تكن المسلسلات القصيرة وليدة السنوات الأخيرة في الدراما العربية، فإذا عدنا إلى فترة ثمانينيات القرن الماضي نرى أن غالبية المسلسلات المصرية، على سبيل المثال، كانت مؤلفة من خمسيات وثلاثيات و 15 حلقة كحدٍ أقصى، ثم انتشرت الأعمال الطويلة كتقليد معين في شهر رمضان.

وتعتبر عودة الأعمال القصيرة “عودة طبيعية”، ساعد فيها وجود السوشال ميديا وانتشار جمهورها الخاص به الذي يفضل الأعمال القصيرة كونها تتمتع بأنها غير مملة بعكس الأعمال الطويلة.

ووسط هيمنة تلك المنصات، انتشرت ظاهرة المسلسلات القصيرة التي لا تتعدى 15 حلقة، مخالفةً بذلك المنطق السائد حول الأعمال الطويلة بـ30 حلقة

وقد ظهر ذلك واضحا، في دراما 2024، حيث وجد عدد كبير من المسلسلات منها، " فراولة" و" جودر" "بدون سابق إنذار" " نعمة الأفكاتو"و" أشغال شقة" و" عتبات البهجة" وغيرها الكثير.

ويربط البعض بين انتشار المسلسلات القصيرة والأرباح العالية، وأنها تحقق أرباحاً أعلى من المسلسلات الطويلة، على اعتبار أن غالبية الأعمال الدرامية هي في النهاية مشروع تجاري بالنسبة لشركات الإنتاج.
وتمنح المسلسلات القصيرة الفرصة لزيادة إنتاج عدد الأعمال الدرامية طوال السنة، وفي مواسم موازية لموسم رمضان، ما يثير التكّهنات حول سحب الأعمال القصيرة “بساط الجمهور” من الأعمال الطويلة.
أما من ناحية التأليف، فإن العمل الدرامي القصير يمنح المؤلف مساحة إبداعية تُبعد العمل عن الحشو بأحداث فرعية قد تقلل من قيمته، فيعالج موضوعات درامية مختلفة بأسلوب مناسب لإيقاع العصر السريع دون أن يتسلل الملل إلى المُشاهد فيفقد متعة المشاهدة.

وفي تصريحات خاصة لموقع المصير قال الناقد أحمد سعد الدين : إن مشكلة المسلسلات القصيرة الحالية، أنها تدور حول البطل الواحد، ومن الصعب أن تتناول قضايا كبيرة تهم المجتمع كله، ولذلك يجب على صناعها أن يهتموا بهذا النقص، وأن يخرجوا من تلك الثغرة، ويحاولوا فتح ملفات لقضايا مهمة وكبيرةج.

وتابع : الكثيرون يلجأون لمسلسل الـ 15 حلقة لأنه أسهل في الكتابة، ومصاريف الإنتاج، والأجور وكل شيء خاص بالماديات، إلى جانب التحضيرات، كما أن المشاهد لا يمتلك الوقت الكافي لمتابعة ال30 والـ40 حلقة، إلا إذا كان عمل تاريخي ضخم يحتاج إلى هذا العدد من الحلقات.