أثار ظهور المرشد الإيراني علي خامنئي متوكئا على سلاح في صورة خلال خطبة عيد الفطر في طهران توعد فيها بمعاقبة دولة الاحتلال الإسرائيلي بعد هجومها على القنصلية الإيرانية في دمشق، تخوفات عالمية من بوادر اقتراب الحرب بين الجانبين.
ووفقا لما بثته وكالت أنباء إيرانية، شدد مرشد إيران الأعلى علي خامنئي، على أن إسرائيل "ستُعاقب" بعد الضربة التي دمّرت مبنى قنصلية طهران في دمشق، معتبراً أن الأخيرة "ارتكبت خطأً" بهجومها على القنصلية، بينما هدد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بالرد في الأراضي الإيرانية، إذا شنت طهران هجوماً على إسرائيل.
وكتب كاتس على منصة "إكس" باللغتين الفارسية والعبرية، الأربعاء، بعد دقائق من كلمة خامنئي، "إذا شنت إيران هجوماً من أراضيها سترد إسرائيل في داخل إيران".
*خامنئي يتوعد تل أبيب
وقال خامنئي خلال خطبة صلاة عيد الفطر في طهران، إن "الكيان الخبيث أخطأ في الهجوم على قنصليتنا، وعليه أن يعاقب وسينال العقاب على ذلك"، حسبما نقلت عنه وكالة "تسنيم" الإيرانية شبه الرسمية.
وتابع المرشد الإيراني: "الكيان الغاصب ارتكب خطأً بالهجوم على القنصلية الإيرانية في سوريا"، وأضاف "القنصليات والسفارات تعد جزءاً من أراضي الدول التابعة لها، وحين هاجموا القنصلية فكأنهم هاجموا أراضينا".
وكان الهجوم الذي وقع في أول أبريل الجاري، الأكثر جرأة في سلسلة من الهجمات التي استهدفت مسؤولين إيرانيين في سوريا، وهو أيضاً الأكبر من حيث عدد القتلى الذين أسقطهم.
وخلال استهداف مجمع السفارة الإيرانية في دمشق، لقي اللواء الكبير في الحرس الثوري الإيراني محمد رضا زاهدي، إلى جانب 6 ضباط آخرين، وبلغت الحصيلة الإجمالية للضربة 16 قتيلاً.
واعتبر خامنئي أن "الكيان الصهيوني لم يكف عن قتل النساء والأطفال والآمنين في غزة خلال شهر رمضان، بل كثف عدوانه وجرائمه"، مضيفاً أن "الدول الغربية كشفت عن حضارتها التي بنيت على أساس الشر في خلال الأحداث الأخيرة هذا العام".
وأضاف: "الدول الغربية أبرزت للعالم أن حضارتها بنيت على الشر من خلال تعاملها مع قضية غزة وفلسطين".
*إسرائيل تهدد بالرد
وتوعدت إيران بالرد بقوة، مما أثار مخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقاً في المنطقة، فيما أكدت إسرائيل، استعدادها لـ"الرد على أي سيناريو" قد يحدث في مواجهة إيران.
وتوعد مسؤولون إيرانيون عديدون، بمعاقبة إسرائيل على الهجوم الذي شنته على قنصليتها، بينما أعلنت تل أبيب اكتمال استعداداتها العسكرية لمواجهة أي هجوم إيراني محتمل.
وقال القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، الجمعة الماضية، خلال جنازة الضباط السبعة الذين لقوا حتفهم في الهجوم "لن تمر أعمال العدو ضد الجمهورية الإسلامية دون رد.. رجالنا الشجعان سيعاقبون الكيان الصهيوني".
وبدوره قال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلّحة الإيرانية اللواء محمد باقري: "ستتم العملية (الانتقامية) في الوقت المناسب وبتخطيط وبأقصى قدر من الضرر للعدو بما يجعله يندم على عمله"، وأضاف "نحن من نحدد وقت العملية وخطتها".