كتب - شريف سمير :
أخيرا، تفوز ألعاب القوى ب "كعكة" الجوائز المالية للأبطال الأوليمبيين، بعد أن أعلن الاتحاد الدولي لهذه الرياضة أن الفائزين 48 بالميداليات الذهبية في باريس 2024 سيحصلون على 50 ألف دولار لكل لاعب، ليحطم قرار الاتحاد الدولي لألعاب القوى 128 عاما من التقاليد الأوليمبية التي بدأت عام 1896 في أثينا، ومنذ انطلاق الحدث الرياضي الضخم، لم يحصل الرياضيون على جوائز مالية من اللجنة الأوليمبية الدولية.
** الألعاب المقهورة!
وعلق سيباستيان كو رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى قائلا:"كانت هذه واحدة من مشاكل رياضتنا، لكنني لا أعتقد أن هذا يتعارض ولو بشكل طفيف مع المفهوم الذي تتحدث عنه اللجنة الأوليمبية الدولية في كثير من الأحيان، وهو الاعتراف بالجهود التي يبذلها الرياضيون لتحقيق النجاح الشامل للألعاب".
وأضاف أنه لم تكن هناك مناقشات حول الخطة مع اللجنة الأوليمبية الدولية، إلا أن الاتحاد الدولي أبلغ اللجنة قبل وقت قصير من الإعلان عن مجموع الجوائز البالغة 2.4 مليون دولار، مشيرا إلي أنه فى دورة ألعاب لوس أنجليس 2028 من المنتظر أن يحصل أصحاب الميداليات الفضية والبرونزية أيضا على جوائز مالية لمزيد من التشجيع والتحفيز.
** 40 مليون دولار في دورة طوكيو
وتم تخصيص إجمالي 540 مليون دولار للرياضات 28 في أوليمبياد طوكيو، وحصل الاتحاد الدولي لألعاب القوى على أكبر قدر من الأموال بمبلغ 40 مليون دولار، فيما رحب البطل الأوليمبي النرويجي في سباق 400 متر حواجز كارستن فارهولم بهذه القرارات، وقال :"أعتقد أنه أمر جيد وأرغب في توجيه التحية للقائمين عليه، إلا أن هذا لا يغير حافزي للفوز لأنني لا أشارك في الألعاب الأوليمبية من أجل المال .. فالميدالية الذهبية تساوي الكثير بالنسبة لي شخصيا .. ولكن عندما يتعلق الأمر ببناء رياضة احترافية، أعتقد أنها خطوة في الاتجاه الصحيح".
** من الهواة إلى الاحتراف
وانتهت فكرة منافسات الهواة في الألعاب الأوليمبية، والتي كانت قد تضررت بشدة بسبب نجاح رياضيين ترعاهم الدولة من الكتلة الشرقية السابقة، عندما وافقت اللجنة الأوليمبية الدولية على السماح للرياضيين المحترفين بالمنافسة في التنس وكرة القدم وهوكي الجليد في ألعاب سول 1988 .. ورغم تحول ألعاب القوى للاحتراف بشكل كامل، فإن الألعاب الأوليمبية ظلت خالية من الجوائز المالية على الرغم من أن الرياضيين في العديد من الألعاب يمكن أن يتوقعوا مكافآت ضخمة من الرعاة مقابل الفوز في أكبر المحافل العالمية.
** ميدالية مقابل وجبة وتذكرة قطار!
وروي السباح البريطاني كو مشواره مع لعبته عقب فوزه بميداليتيه الذهبيتين في سباق 1500 متر في أوليمبياد 1980 و1984 حيث كانت الألعاب الأوليمبية رسميا منافسة للهواة، وقال النجم الأوليمبي (67 عاما) :"ربما أكون الجيل الأخير الذي حصل على قسيمة وجبة بقيمة 75 بنسا وتذكرة قطار من الدرجة الثانية عندما أتنافس باسم بلدي .. لذلك، أتفهم طبيعة التحول الذي مررنا به"، وأضاف :"إنه كوكب مختلف تماما عما كنت أتنافس فيه، لذلك من المهم جدا أن تدرك الرياضة هذا التغيير في المشهد والضغوط الإضافية على الكثير من المتسابقين".
** صناديق دعم الرياضيين
وفي عام 1992، تم تقديم مفهوم صناديق دعم الرياضيين وحصل الفائزون بالميداليات الذهبية في بطولة العالم 1993 في شتوتجارت على سيارات مرسيدس، وحصل الفائزون بالميداليات الذهبية في بطولة العالم العام الماضي على 70 ألف دولار، أي أكثر بمقدار 10 آلاف دولار فقط عما كانوا يحصلون عليه عندما تم تقديم الجوائز المالية في عام 1997.