رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

هنا ”عيد غزة”، ملابس قديمة وخوف من الصلاة ونزهة مع الموت!

المصير

الأربعاء, 10 إبريل, 2024

04:05 م

كتب - شريف سمير :
تذهب مع أسرتك فى أمن وسلام إلى المسجد لأداء صلاة العيد وتردد التسابيح فى ورع وخشوع .. ثم تغادر الساحة المكتظة بالأهالى وتشترى البالونات الملونة وتتناول الكعك اللذيذ مع أبنائك وعائلتك داخل بيتك المريح .. وثمة آخرون أخوة لك فى الدين والعروبة والدماء لهم طقوس أخرى خاصة وقاسية!!

** ملابس بالية .. وأحذية قديمة!

"نرتدي ملابس وأحذية قديمة، ونبتعد عن المساجد ونصلي في تجمعات صغيرة، ولن نأكل الفسيخ والشوكولاتة والكعك ككل عام، لذلك فهو يوم كأي يوم"، تلك رواية شبة ثابتة على لسان عدد من سكان قطاع غزة، أثناء احتفالهم بأول أيام عيد الفطر في زمن الحرب، فلا توجد "بهجة أو فرحة" بعد أن اضطر معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى ترك منازلهم .. ومنهم فلسطينيون يؤدون صلاة عيد الفطر على أنقاض مسجد الفاروق في رفح جنوب القطاع.

** الخوف من الصلاة!

ومن مخيم "عشوائي" بمحافظة دير البلح وسط غزة، أكد مازن المدهون فى أسي وخوف أنه لم يخرج من خيمته للصلاة في المسجد، لأنه لا يشعر بالأمان في أي مكان، وبسبب القصف الاسرائيلي، فإن أكثر من 1000 مسجد قد تضرر أو بات ركاما وأكوام دمار، وفق وزارة الأوقاف الفلسطينية.
وأضاف المدهون :" أخاف من أي تجمعات.. وأخاف أن أصلي في المسجد.. ولم أذهب للصلاة بالمساجد منذ 6 أشهر، فقد قضيت مع أسرتي أول يوم العيد داخل مخيم عشوائي بأراض فارغة تجمع بها عدد من الأسر النازحة، ولا يوجد به كهرباء ولا مياه ولا صرف صحي".
وللمدهون 4 أطفال أكبرهم شابة عمرها 20 عاما وأصغرهم 12 عاما، وقضوا أول أيام العيد بملابس وأحذية قديمة، ورغم تلك الظروف البائسة يحاول أن يدخل السعادة إلى قلوبهم.

** التنزه مع الموت!

وأضاف المدهون:" كان أمامي خياران إما الجلوس داخل الخيمة مع أسرتي أو المخاطر بالخروج للتنزه على ساحل بحر دير البلح، فاخترت أن أجازف وأخرج مع أسرتي للتنزه، ورغم خطورة الأمر، خرجنا على البحر للتنزه، هذا أقصى ما يمكن أن أقدمه لأطفالي حتى يشعروا بأجواء العيد".
وأشار المدهون إلى بعض العادات التي اعتاد سكان غزة ممارستها خلال أول أيام العيد كل عام ومنها "أكل الفسيخ والكعك وتوزيع الشيكولاتة"، وصارت شبه مستحيلة، ويلجأ الأهالى إلى إنتاج شيء بسيط من الكعك لأن الأسعار غالية والغاز والسكر والطحين يكاد يكون نادرا ويحصل عليهم فقط بعض سكان المنطقة الأصليين.

** 100 عام للوراء!

أما الشاب العشريني محمد لؤي، فقد تحدث عن مأساة يومية قائلا :"لا يوجد في خان يونس ما يوحي بأنها كانت مدينة أو بها حياة، فلا كهرباء ولا مياه ولا إمدادات صرف صحي، وكأنها عادت 100 عام للوراء، ولا يوجد ملابس جديدة ولا كعك ولا مظهر ولا أجواء للعيد الذي اعتدناه كل عام، يوجد بالفعل عيد لدى الناس في جميع أنحاء العالم لكنه يوم كأي يوم هنا في غزة".
وأضاف فى حسرة :"ملابسنا قديمة نغسلها على الأيدي ونعيد لبسها، وأحذيتنا بالية، فنحن نستخدمها منذ 6 أشهر ولم نغيرها أو نشتري أخرى جديدة بالتزامن مع العيد".
وتحول جزء كبير من قطاع غزة، وهو أحد أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان في العالم، إلى أنقاض، وتحولت الأحياء إلى أرض قاحلة.

** بكاء البراءة!

وأيضا الأطفال لهم صوتهم وذكرياتهم المؤلمة .. ومنهم الطفلة ديما أشرف ذات الـ13 عاما، والتي تقول:" هنا لا يوجد عيد .. نحن بالخيم ولسنا في منزلنا، فكيف نكون سعداء؟!"، وبنبرة يكسوها البكاء تضيف الفتاة النازحة:"أنا وأمي وأشقائي الأولاد نعيش في مخيم برفح، بينما شقيقاتي البنات يتواجدن حاليا في شمال غزة، ولا نعرف كيف نقضي العيد وهم لسن معنا".
وبدورها، قالت الفتاة الفلسطينية النازحة من شمال غزة والتي تعيش حاليا في رفح، مرح عبد الرحمن :"العيد بالمعتاد بهجة وفرح لكن الحزن يخيم علينا، ونحن نعيش في خيم بعيدة عن منازلنا وأهلنا وأحبابنا، ولا يوجد عيد في وقت الحرب، وعشنا يوم عادي كأي يوم" .. ومؤكد وأنت تسير وسط آلاف الخيام ستصاب أذناك بالملل والكآبة بسماع شهادات وحكايات متطابقة عن شعب كتب عليه استشهاد الفرحة كما يفقد الأرواح والأرض!!.