كتب - شريف سمير :
اشتهر لبنان بقائمة الاغتيالات والمؤامرات في ظل تنوع أطيافه السياسية وتعدد طوائفه علي نحو ينذر دائما وعلي مدار عقود بالحرب الأهلية ومعارك الفتنة الداخلية، وسقطت "حبة" مقتل منسق القوات اللبنانية باسكال سليمان لينفرط عقد الاستقرار الأمني في بلاد الشام، ليستغل العدو الإسرائيلي هذه الثغرة الجديدة ويخترق الحاجز اللبناني مجددا!.
** سيناريو الخطف المحبوك!
وشغلت حادثة خطف سليمان الرأي العام بنهايتها المأساوية، وفجرت توترات كبيرة على المستويين السياسي والأمني، إذ كشف الجيش اللبناني أنه تابع عن كثب سيناريو خطف سليمان، وتمكنت مديرية المخابرات في الجيش من توقيف معظم أعضاء العصابة السوريين المشاركين في العملية، وتبين من خلال التحقيق معهم مقتل سليمان من قبلهم أثناء محاولتهم سرقة سيارته في منطقة جبيل، وأنهم نقلوا جثته إلى سوريا.
** نيران الغضب!
وفور شيوع الخبر، انتشرت كالهشيم نيران غضب عارم بين أنصار القوات اللبنانية وأهالي جبيل وعمدوا إلى إشعال الإطارات وإغلاق الطرق، فيما تم نقل جثمان سليمان إلى مستشفى الباسل داخل الأراضي السورية، وجري التنسيق لتسليمه للصليب الأحمر الذي سيتولى نقله إلى ذويه.
** تحقيقات عاجلة!
وباشرت الأجهزة الأمنية تحرياتها واستقصاءاتها لكشف من هم وراء تدبير عملية الخطف والتصفية، وتقديمهم للعدالة .. وأكد أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري أن قتل سليمان، بعد خطفه، جريمة غدر بشعة، مدانة ومستنكرة، بكل المقاييس، وأضاف:"نحن متضامنون لكشف الحقيقة وإحقاق العدالة، ورفع الدماء عن أرض الفتنة، ونطالب الدولة، بكل أجهزتها، الضرب بيد من حديد لإنزال أشد العقاب بالمجرمين ليكونوا عبرةً لكل من يقتل ويخطف ويعبث بأمن البلاد وسلام العباد".
** دوافع الجريمة!
وعلقت الدائرة الإعلامية في حزب "القوات اللبنانية" قائلة :"إنّ ما سرِّب من معلومات حتى الآن عن دوافع الجريمة لا يبدو منسجمًا مع حقيقة الأمر، إنما نعتبر استشهاد الرفيق سليمان عملية قتل تمّت عن عمد وقصد وسبق إصرار وترصد، ونعتبرها حتى إشعار آخر عملية اغتيال سياسية لحين إثبات العكس".
** كارثة وطنية!
وفيما يبدو أن حالة احتقان وغليان سياسي تنتاب المشهد العام في لبنان عقب الواقعة، حاول المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان امتصاص مشاعر الغضب والرغبة في الانتقام، داعيا إلي ضرورة الالتفاف الوطني ودرء الفتن غير المحسوبة ومنع أي خطاب طائفي أو سياسي يدفع نحو كارثة وطنية، وقال: "ما جرى يؤكد ضرورة لَمّ الشمل الوطني والتعامل مع كل طوائف وأحزاب لبنان كعائلة وطنية واحدة، كما نطالب الدولة بتفعيل كل إمكانات الأمن الإستباقي لأن الفوضى والفلتان والتجييش الطائفي أكبر أعداء السلم الأهلي في لبنان".
** بيانات رسمية
ولم تتردد الحكومة اللبنانية بقيادة نجيب ميقاتي في الإدلاء ببيان عاجل لتهدئة الأوضاع ومطالبة كل أطراف المعادلة السياسية والأمنية في بيروت في هذه الظروف العصيبة بضبط النفس والتحلي بالحكمة وعدم الانجرار وراء الشائعات والانفعالات.
** المعادلة الطائفية!
وتزامنت التحقيقات وعبارات لغة العقل والحكمة مع حالة التربص التي تسيطر علي العلاقة بين القوات اللبنانية وميليشيات حزب الله، من تبادل اتهامات وحرب نفسية وإعلامية من شأنها أن تهدر الجهد والطاقة والوقت في خلافات وصراعات داخلية، بينما يحشد الكيان الصهيوني أسلحته وغاراته الجوية لاستهداف مواقع حيوية ونقاط استراتيجية تحرق الأراضي اللبنانية من ناحية .. وتكتوي الجبهة الداخلية بنيران الحرب الأهلية التي تستمد حطبها من حلقات الاغتيالات المستمرة من ناحية أخري!.