رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

يا ليلة العيد في غزة، يختفي الكحك والبالونات الملونة ويتبقي بالكاد ”صندوق معلبات”!

المصير

الثلاثاء, 9 إبريل, 2024

10:25 ص

كتب - شريف سمير :
بشعاع من الأمل، وشحنة حب، وطاقة إرادة .. شق صبي فلسطيني طريقه وسط مخيم للنازحين في قطاع غزة، حاملا صندوق مساعدات غذائية قبيل عيد الفطر، وذلك بعد 6أشهر من الهجوم الإسرائيلي الذي دمر القطاع .. حيث الإمدادات الإضافية لاتزال بعيدة عن المستوى المطلوب لتخفيف الظروف القاسية مع نزوح جميع سكان المنطقة الصغيرة المزدحمة تقريبا من منازلهم.

** صندوق المساعدات

وحصل الصبي على صندوق المساعدات من مركز توزيع تابع للأمم المتحدة في مدينة دير البلح بوسط القطاع حيث وقفت طوابير طويلة من الأهالي لتقديم أوراق الهوية مقابل صناديق تحتوي على أغذية معلبة، وقال فايز عبد الهادي، أحد المقيمين في المخيم :"المساعدات كلها ما بتكفيش، حتى مواد التنظيف، إحنا عايشين في منطقة كلها أمراض، مواد التنظيف ما بنستلم أبدا، ما استلمناش ابدا مواد تنظيف إطلاقا، لا صابونة لا كلور ولا مطهر، ولا أي حاجة من هذا النوع".

** لا كوبونة .. ولا كرتونة!

وحول الغذاء، أوضح عبد الهادي :"المواد الغذائية مش كافية بالمرة لأن أنا من قبل شهرين ما استلمتش كوبونة ولا أي كرتونة، ولا استلمت أي علبة. الحين، بالأمس بالظبط، اجتنا (جاءت لنا) كرتونة بها 18 علبة، لا بتكفي لا أنا ولا أولادي ولا التمنتاشر (18) نفر اللي معايا... يعني بيطلع للواحد علبة لو بياكلها في اليوم ما بتكفيهم".

** كفانا فاصوليا .. وكفانا بازيليا!

ومن جانبها، قالت أم محمد حمد، وهي امرأة في المخيم نزحت من منزلها في بيت حانون شمال غزة، إنها تعيش في ملجأ للأمم المتحدة منذ شهرين تقريبا، وأضافت :"إيش الوكالة بتعطيه؟ ولا حاجة... علبة الفاصوليا وعلبة البازيليا (البازلاء)... زهدنا البازيليا، زهدنا الفاصوليا... فاصوليا، بازيليا، حمص... فاصوليا، بازيليا، حمص، الأطفال بدهم... إحنا بدنا ناكل... عندي هشاشة في العظام وعندي غضروف وجوزي نفس القصة. أنا نزلت، كان وزني 106 كيلو (جرام)، أنا 80 كيلو(جرام) من ايش (ما السبب)؟ مفيش أكل الولاد كانوا بياكلوا تلات طقات (وجبات) في النهار، تلات وجبات، اتقلصوا في وجبتين".

* المستشفيات .. مقبرة الأطفال!

كما رصدت بعض المستشفيات وفاة أطفال بسبب سوء التغذية والجوع منذ الشهر الماضي، وحذرت من وفيات أخرى يمكن تفاديها إذا توفرت الإمدادات الطبية، وعاشت مستشفى كمال عدوان شمال غزة، أسوأ أيامها، إذ لم تكف المستلزمات اللازمة لتلبية احتياجات المرضى، وخاصة المضادات الحيوية لعلاج الإصابات الشائعة في منطقة الحرب، فضلا عن الافتقار إلى الطعام المتنوع الذي يحتوي على العناصر الغذائية المفيدة هو المشكلة الأكبر.