كتب - طوني حنا
فيما رآه البعض إعلانا بانتهاء العملية البرية في قطاع غزة، وتخوف البعض الآخر منه باعتباره تمهيدا لنقل العمليات العكسرية إلى رفح، فاجأ جيش الاحتلال الإسرائيلي المراقبين بالإعلان عن خروج الفرقة 98 من مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية على رأسها صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن إذاعة الجيش الإسرائيلي أنباء بانسحاب جميع الوحدات التابعة للفرقة 98 بألويتها الثلاثة من منطقة خان يونس.
وكشفت الإذاعة أنه لم يتبقَ في غزة سوى لواء ناحال العامل في ممر نتساريم الفاصل بين شمال القطاع وجنوبه.
وقالت الصحيفة، إن اللواء المدرع السابع عمل خلال الأشهر الثلاثة الماضية في خان يونس ضمن الفرقة الـ 98، وقبل ذلك كان يتمركز في شمال ووسط غزة ضمن الفرقة 36.
وأضافت أن هذا يمثل مزيدا من التخفيض لقوات الجيش الإسرائيلي في غزة في الوقت الحالي، ليصبح لواء (ناحال)، الذي يسيطر على شارع 749 الذي يقسم القطاع الفلسطيني، الوحدة الوحيدة التي لا تزال تعمل هناك.
ويرى مراقبون أن الانسحاب يقرب العملية البرية والحرب من نهايتها، في حين تحدثت تقارير إسرائيلية، بأن انسحاب الفرقة 98 من خان يونس يأتي في إطار الاستعدادات لعملية في رفح.
وبذلك لم يبق في القطاع سوى بضع مئات من الجنود، بينما كان العدد في ذروة المناورة البرية يتراوح بين 30 إلى 40 ألفًا (حجم يزيد قليلاً عن 20 لواء).
ويأتي انسحاب القوات الليلة بعد أن قام جيش الدفاع الإسرائيلي بتقليص عددها بشكل كبير في يناير، وسحب الفرقة 36، التي تضم لواء جولاني، من قطاع غزة.
ووفقًا ليديعوت فحتى في خان يونس جنوب قطاع غزة، توقفت القوات فعليًا عن المناورة في مناطق جديدة منذ أسابيع، ولم تنفذ سوى غارات متكررة، ويشير انسحاب الفرقة 98 التي كانت تعمل هناك إلى نهاية المناورة البرية التي بدأت في 27 أكتوبر، وينتظر الجيش الآن قرارا من المستوى السياسي بشأن التحرك المحتمل في رفح، آخر معقل كبير لحماس، حيث تتواجد أربع كتائب.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن المنطق الأكثر فعالية للعمل في قطاع غزة هو المرحلة الثالثة من الغارات المستهدفة والمحدودة، كما كان الحال في الشفاء، ويقول الجيش إن عملية المناورة استنفدت نفسها: وبالتالي فإن الغارات ستكون خارج القطاع. إلى خان يونس، بعد حل لواء حماس المحلي.
وزعم تقرير جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن الفرقة 98 قتلت ألف مقاتل من المقاومة في الأشهر القليلة الماضية في خان يونس، بحسب الموقع، وتم تدمير أكثر من 30 ألف متر من الأنفاق تحتها، معظمها استراتيجية لاستخدام قيادة حماس.
ويؤكد الجيش الإسرائيلي -والحديث مازال لموقع يديعوت أحرونوت- أيضًا أنه لا توجد علاقة بين الضغوط الأمريكية التي تمارس على إسرائيل والانسحاب من خان يونس. وهناك اعتبار آخر ساهم في هذه الخطوة وهو الرغبة في ترك أماكن لأعداد كبيرة من العمال الذين سيُطلب منهم مغادرة رفح - إذا وعند شن غارة واسعة النطاق هناك، فإن وقف العمليات في المدينة سيسمح أيضًا لجميع سكان خان يونس الذين فروا إلى رفح بالعودة إلى منازلهم.
وكان جيش الاحتلال قد اعترف بمقتل أربعة عناصر من قواته، بينهم ضابط برتبة نقيب و3 جنود خلال معارك دارت في منطقة خان يونس جنوبي قطاع غزة أمس.
كما أعلنت كتائب القسام أمس السبت أنها كبدت قوات الاحتلال الإسرائيلي 14 قتيلا وعدة إصابات في عمليات نوعية نفذتها في محور خان يونس بقطاع غزة.