رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

حامورابي العصر الحديث، ”ذهب” سرور حمى ”سيف” مبارك وعشقه أهل السيدة!!

المصير

السبت, 6 إبريل, 2024

07:57 ص

كتب - شريف سمير :


بسم الله الرحمن الرحيم :(( وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون)) صدق الله العظيم، هى الآية الأشهر التى التصقت بمشوار الدكتور أحمد فتحي سرور، فوق منصة رئيس مجلس الشعب، ليسجل الرقم الثابت تحت قبة البرلمان محتفظا بمنصبه طوال 20 عاما متصلة حتى أطاحت ثورة 25 يناير 2011 بنظام الرئيس الراحل حسنى مبارك .. والتزم المحامى البارع وأستاذ القانون المخضرم زنزانة "5 نجوم" لفترة بتهمة قتل المتظاهرين، حتى برأته المحكمة وتحفظت على أمواله.

** صعيدي فى جامعة القاهرة!

بدأ حلم ابن محافظة قنا بالصعيد بعد أن أنهى تعليمه الابتدائي والثانوي التحق بجامعة القاهرة، ثم حصل على الإجازة في الحقوق 1953، وعلى درجة الدكتوراه 1959، ثم التحق بجامعة ميتشجان في الولايات المتحدة إلى أن نال ماجستير في القانون المقارن.

** من النيابة إلى كرسي الوزارة!

ارتدى سرور سترة رئيس النيابة الأنيقة بعد تخرجه ما بين 1953-1959، ثم خلعها ليترافع أمام آلاف طلبة كلية الحقوق بجامعة القاهرة مدرسا وأستاذا جامعيا، وتدرج في مراتبها العلمية إلى أن انتخب عميدا للكلية عام 1983، ثم نائبا لرئيس الجامعة 1985 .. وما بين التحاقه بالجامعة مدرسا وانتخابه نائبا لرئيسها عمل بالسلك الدبلوماسي المصري بين 1964 و1978، ثم توج هذه المرحلة بتعيينه وزيرا للتربية والتعليم 1986.

** مؤبد تحت "قبة البرلمان"!

وانتقل "حامورابي" العصر الحديث إلى دور جديد فى البرلمان، عندما انتخب عضوا بمجلس الشعب عام 1987 وظل ينتخب في كل دوراته التالية عن حى السيدة زينب، ليصير معبود الطبقة الشعبية من واقع خدماته والتحامه المستمر مع هموم ومطالب ناخبيه، حتى أصبح رئيسا للبرلمان عام 1990 بعد اغتيال رئيسه الأسبق رفعت المحجوب، وفي نفس العام انضم إلى دائرة رجال مبارك المقربين بنيل عضوية المكتب السياسي للحزب الوطني، الذى كان بوابته للبقاء في بؤرة الضوء السياسي أكثر من عقدين من الزمن، رمزا من رموز نظام الرئيس حسني مبارك.

** الكاهن الأعظم!

وشهد المجلس فى عهد سرور "تفصيل" دساتير وتشريعات بحرفية ومهارة قانونية تلبية لإرادة السلطة التنفيذية، وأقر جملة من النصوص والقوانين أثارت استياء شعبيا، كتمديد قانون الطوارئ، وتصدير الغاز إلى إسرائيل، ومن خلال رئاسته لمجلس الشعب، قادته مسيرته "كاهنا محنكا" وسجله الحافل بالإنجازات والذكاء السياسي إلى ترأس عدد من البرلمانات كاتحاد البرلمانات الأفريقية واتحاد البرلمانات العربية.

** ساحر القوانين والتشريعات!

ورغم ما شاب انتخابات مجلس الشعب من تزوير خاصة في عامى 2005 و2010 فقد ظل سرور يدافع عنها ويمارس مهمة الظهير التشريعي للنظام بإتقان وإخلاص مع لمسات قانونية ساحرة ماركة "المجلس سيد قراره"، لكنه مع ارتفاع زخم الثورة غيّر موقفه وتخلى عن عبارته الشهيرة تلك، وأعلن أنه لا يقبل بوجود نائب واحد وصل البرلمان عن طريق التزوير.

** المحامي "متهما"!

ومع سقوط عصر مبارك في 11 فبراير 2011 أُدرج اسم الدكتور سرور ضمن لائحة كبار المسؤولين المتهمين في قضايا فساد وتآمر على شباب الثورة، وأمرت النيابة العامة بحبسه بتهمة قتل المتظاهرين في القضية التي عرفت إعلاميا بـ"موقعة الجمل" .. وبعد براءته فى أكتوبر 2012، بقي ملاحقا في اتهامات بالكسب غير المشروع وتضخم الثروة، مما دعا السلطات القضائية لإصدار قرارات بالتحفظ على أمواله وأموال نحو 20 من أفراد عائلته.

** مراجع الأجيال!

وتبقي مؤلفات ومراجعه القانونية مادة علمية خصبة ومفيدة لأجيال ترغب فى تعلم كيف يخدم الدستور السياسة، ومن أبرزها: "المواجهة القانونية للإرهاب"، و"منهج الإصلاح الدستوري في مصر"، و"أصول السياسة الجنائية"، و"الدبلوماسية البرلمانية والتعاون الدولي"، و"العالم الجديد بين الاقتصاد والسياسة والقانون"، ليجد من يقرأ هذه المجلدات أنه أمام بحر ملئ بأعماق القانون وكواليس العمل السياسي بكل ألعابه وحيله وثغراته!.

** حائط بطولات "الفارس الأسود"!

وحصل سرور على العديد من الجوائز والأوسمة منها: جائزة الدولة التشجيعية في القانون الجنائي، وجائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية، ووسام النيلين من السودان، ووسام الكوكبة من طبقة ضابط عظيم من الجمعية الدولية للبرلمانيين بفرنسا .. ووسط حالة الاضطراب السياسي والانفلات الأمنى عقب يناير، لم يفقد البرلمانى الكبير ذرة من شعلته القانونية وظلت سمعته متوهجة ومثار جدل ودهشة سواء من مؤيديه أو معارضيه، ورغم أى تحفظ على تسخير قدراته وملكاته لتجميل الديكور الديمقراطي فى قصر الاستبداد!.