يرسل الله على عباده آيات وعلامات التخويف، ليعود العاصي إلى طاعة الله وينذر بها، ليرجع الجميع عن المعاصي والذنوب، و يعودوا إلى خشية الله.
فتجد في سورة الإسراء:
وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا (59)
وقيل في تفسير هذه الآية الكريمة، أن المقصود بكلمة آيات هى الموت الذي يأتي فجأة حتى يتعظ الجميع، وقيل أيضاً الأمراض والأوبئة، أما الرأي الآخر فهو الكسوف و الخسوف حيث يرسل الله معجزاته في الكون للترهيب، وتذكر قدرة الله عز وجل وخشية عذابه.
هل الكسوف والخسوف من علامات الساعة؟
لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أن الكسوف أو الخسوف من علامات يوم القيامه، سواء الكبرى أو الصغرى، ولكن هم آيات تخويف من الله سبحانه وتعالى، وأن يفزع العبد إلى طاعة الله وذكره عن رؤية مشاهد الكسوف والخسوف.
الكسوف ومشهد يوم القيامة
والكسوف صورة مما سيحدث يوم الساعة،فترى كيف يبدل الله نور الأرض ظلاماً وكيف منحنا الشمس وآشعتها، وهو وحده القادر على حجبها، وعبرة وخوف من طلوع الشمس من مغربها، يوم القيامة.
وقد قيل عن الحافظ إبن حجر:
الندب إلى الإستغفار عند رؤية الكسوف أوغيره، لأنه ممَّا يرفع البلاء".
فلا بد من ذكر الله عز وجل، وكثرة الإستغفار واستحضار عظمة الخالق، وأخذ العبرة من مشهد كسوف الشمس والاستعداد بالعمل الصالح.
فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9)
في هذه الآيات من سورة القيامة، يبين لنا الله سبحانه وتعالى، جزء من أهوال يوم القيامة، وكيف سيتبدل ترتيب السماء، وتجتمع الشمس والقمر معاً ليفر الناس إلى الله، يوم لا ملجأ من الله إلا إليه.