رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

كمال أبو ريه في حوار شامل لـ ”المصير”: اللي يقول الفن حرام متطرف والسادات كان في منتهى الذكاء بهذا الأمر

المصير

الأربعاء, 3 إبريل, 2024

02:23 م

إسرائيل عدو خسيس وكان على حماس أن تدرك ذلك

أحداث نعمة الأفوكاتو افتقدت المنطقية أحيانا

تركنا حرب غزة والأزمات الاقتصادية وروسيا واوكرانيا وبنعمل العتاولة وحق عرب

أخاف من غدر الزمن.. وقلة الموت هي اللي وحشة

غاب المؤلف المهموم بقضايا مجتمعه والكل أصبح إما بطل شعبي أو بلطجي

تعلمت من محمود يس ونور الشريف وعادل إمام وأفتقد فاروق الفيشاوي

هو فنان من العيار الثقيل، صاحب بصمة مهمة أثرت في الأعمال التي شارك بها، مهما كانت مساحة الدور، فنان مميز له طلة محببة، يجذب انتباهك بمجرد ظهوره على الشاشة ، يمنحك شعورا بالصدق فى جميع أدواره مهما تنوعت، تشعر وكأنه يمثل الوجوه المصرية باختلاف تركيبتها الشخصية، هو الفنان الكبير كمال أبو ريه، صاحب التاريخ الدرامي المميز، الذي احترم عقل وطبيعة المشاهد المصري والعربي فاحترمته الأغلبية الجماهيرية، والذي طل علينا هذا العام، بدور مميز جدا ، في مسلسل " نعمة الأفوكاتو"، ومهما اتفقنا أو اختلفنا مع أحداث المسلسل، فلا نستطيع أن ننكر أن بمجرد ظهوره كان يأخذ الأحداث لمنحنى يتمتع بالمصداقية، والتغريد في عالم وشخصية سعيد أبو علب، التي كانت في منطقة منفردة عن باقي أحداث العمل.

تحدث أبو ريه لموقع المصير، عن كواليس العمل، والانتقادات التي وجهت له، ورؤيته في الدراما المصرية، وقضية غزة وغيرها من القضيا الهامة، وإلى نص الحوار

حاورته - أميرة عاطف

شاهدنا حالة انسانية رائعة مع شخصية سعيد أبو علب في "نعمة الأفوكاتو" هل دا كان مكتوب في الورق ولا إضافة كمال أبو رية للدور ؟

في حقيقة الأمر وللأمانة، كل هذه التفاصيل مكتوبة في الورق، ولكن يجوز عندما يقرأ لا تتوقعين خروج هذه الحالة، فالصورة التي ظهرت بها الشخصية من مودة وحب، أداء وشغل على الشخصية، مني فكان من الممكن ان يقدم بشكل آخر من ممثل ثاني، مع وجهة نظر المخرج محمد سامي، وكنت في وفاق معه لانها الطريقة الأفضل، فقبل التصوير جلست مع سامي جلسة موسعة، نتناقش ونتحدث عن كيفية، خروج الشخصية للنور.

ما رأيك في الانتقادات التي وجهت لـ مي عمر في بعض المشاهد والمواقف الدرامية داخل العمل ؟


هي وجهة نظر من قالها، ودائما أحترم وجهة نظرالمتلقي والجمهور، ولا استطيع اللوم عليه، وان كانت وجهة نظر النقاد تقبل النقاش والجدل، وان كانت من وجهة نظر المحاميين اللذين قالوا انه لايوجد محامي يجلس على القهاوي، وتأتي له الملايين،مع انه من الممكن ان يحدث، فهذه وجهة نظر أخرى، وعن رأي الشخصي فأنا اتفق معكي، فالسياق لم يكن منطقي ، بنسبة كبيرة في بعض المواقف، وهذا لا يعني أن العمل غير ناجح، بالعكس فالجمهور تعلق به وحبه .

بعد تاريخك الدرامي الكبير ما هو الفرق بين الدراما القديمة والحالية ؟

باختصار شديد الدراما التليفزيونية، في التسعينيات وبداية الألفينات، كان الاهتمام فيها بقضايا مجتمعية، مهموم بها المؤلف والمخرج، ولديهم تحمس يجعلهم مهتمين لمناقشة قضية معينة، أو خلل اجتماعي معين يريدون أصلاحة من خلال العمل الدرامي، اما الآن فمعظم الأعمال الموجودة يكتبها المؤلف دون أن يكون لديه هدف ولا يهمه إلا أن يوضع اسمه على التتر، ولا يوجد لديهم اي توجه سياسي أو اجتماعي واضح أو ملموس، فالمؤلف غير مهموم بقضية، وعلى سبيل المثال فقد مر بنا مؤخرا، ثلاث قضايا وكوارث مهمة، ولم يكتب عنها أحد، هى الكورونا وانعكاستها الأقتصادية على الشارع والبيوت المصرية، ثم حرب أوكرانيا وروسيا ، والتي كانت لها أيضا انعكاسات اقتصادية قوية وعنيفة، ثم حرب غزة، وأزمة اقتصادية وارتفاع اسعار، اين الدراما من كل هذا ، ولا مسلسل ؟ ولم يهتم أحد بالمحتمع المصري في ظل هذه الظروف، هل تغير المجتمع والتركيبة المصرية؟ محدش قال ولا فكر، والسائداعمال درامية تتحدث عن، البطل الفردي القوي مثل " "محارب" والعتاولة" و"حق عرب" ، ولا أفهم لماذا خلاص مفيش غير بلطجة وابطال شعبية ؟ .

ما هو أكثر شيء تستمتع به في الحياة بعيدا عن التمثيل ؟

الحمد لله أشياء كثيرة أستطيع أن استمتع بيومي ، وحياتي سواء بالخروج او استنشاق هواء نظيف الجلوس على البحر، ممارسة الرياضة، الجلوس مع أهلي وابنائي وأصدقائي .

وهل مازلت حريصا على القراءة ؟

في الحقيقة لا فأنا مقصر في موضوع القراءة ، منذ فترة طويلة .

من هم أفضل الممثلين الذين تعاونت معهم وأثروا فيك ؟


كثيرون مثل الراحل العظيم ، أستاذ محمود يس، الذي تعلمت منه الكثير، وكان يكن لي كل الحب وكان صديق لي، ومؤمن بموهبتي، كما كان صديقي الأستاذ الكبير نور الشريف، وتعلمت منه الالتزام، وكان محترف تمثيل، كما تعاونت وتعاملت مع الفنان الكبير، عادل إمام الذي علمني ايضا الالتزام والوصول للجمهور بطريقة سلسة وبسيطة وهم جيل لا يعوض .

ومن هو أكثر شخصية تفتقدها من هذا الجيل أو من أصدقائك الفنانين ؟

صديقي الأستاذ فاروق الفيشاوي، كان صديق وأخ وعشرة طويلة، وشخصية لطيفة.

ما هو الشي الذي يخيفك في أو من الحياة ؟

غدر الزمن وتقلباته ، وما يخفيه ولو اني متفائل .

ماذا تقصد بغدر الزمن ماديا أم صحيا أم ماذا ؟

طبعا الصحة لأنها أغلى من كل شيء في الدنيا.

إذن ألا تخشي من الموت والحساب والعقاب ؟

لا خالص إطلاقا، دا قلة الموت هى اللي وحشة.

ما هى الغلطة التي ارتكبتها في مشوارك الفني ورجعت بك للوراء وقررت عدم تكرارها ؟

كنت برفض شغل كثير، ولو كنت قبلت كان فرق معي في مشواري الفني.

ما رأيك في فكرة تحريم الفن ؟

إطلاقا، الفن رسالة لها قيمتها، ولها تأثيرها على المجتمع، ومن الممكن أن تأثر في إصلاح أشياء كثيرة سلبية في أي مجتمع، ولكن المهم أن نعي ونعرف ان نضع يدنا على، ما يهم الناس والمجتمع، والذي يقول الفن حرام شخص غير مستنير ومتطرف، ولكن اللوم على الفنانين الذين شوهوا صورته، اللذين يقدمون محتوى غير هادف، كما ان اختفاء ألوان مهمة من الفن ، كالمسلسل التاريخي، والديني، إلى جانب اختفاء هويتنا المصرية في أعملنا الفنية، والتي أعطت الفرصة لمنتجين كثيرون، من تقديم الوان البلطجة والسرقة، وإظهر المجتمع في اسفاف وتدني وانهيار ومنحل.


ما رأيك في منظومة السوشيال ميديا وخاصة التيك توك وتأثرها على المجتمع المصري ؟

في تقديري أن السوشيال ميديا "ملهاش لازمة"، وخاصة التيك توك ، فقد اعطت هذه المنظومة مساحة لفئة، غير متزنة، وغير مسؤولة لابداء أراء،وأصدار فتاوى، في أمور لا يفهمون بها شيء، كما أعطت مساحة كبيرة لاختراق الخصوصية، لاي شخص، وتقيم الأمور المجتمعية بشكل سافر،والخوف من تأثير هذه الأراء في بعض الأشخاص، اللذين لا يعرفون انها أفكار خاطئة، وارى ان سلبيتها أكثر من إيجابياتها


بعيدا عن الفن ما رأيك في طوفان الأقصى هل المقاومة أخطأت في التقدير أم أن اسرائيل توحشت في رد الفعل ؟


لا شك أن رد الفعل عنيف لا يساوي الفعل الذي قامت به المقاومة، وقد تكون حسابات حماس غير منضبطة، لأنه كان من المفترض أن يضعوا في حسابتهم، أن هذا العدو خسيس ومن الممكن أن تصل ردود أفعاله لهذه الدرجة، ومن الممكن أن تكون ذريعة ليفرضوا واقع جديد في الأراضي المحتلة، فالدفاع عن القضية أمر مشروع لا يحتمل النقاش، لكن ربنا ادانا عقل، وكان يجب ان نتعلم من الرئيس السادات رحمه الله، كيفية التعامل مع اسرائيل، كان رجلا في منتهى الحكمة والاتزان، " فالرسول عليه الصلاة والسلام، كان في خلافاته مع أهل مكة والكفار يتبع سياسة متزنة ويقبل ويتعاون، لكي تعيش الناس في سلام ويحقق مكاسب .

وهل تتوقع أن ينتهي هذا الموضوع قريبا ؟

كلنا نتمنى ذلك، وقد تصورت هذا أكثر من مرة، ولكن من الواضح أن الموضوع مازال مستمرا، وكل الشواهد غير مطمئنة، ولا أعرف إلى أى حد سيصل الموقف، ولا يوجد لدي تصور في الوقت الحالي.