كتب - أحمد عبادي
جاءت الضربة الإسرائيلية للقنصلية الإيرانية في دمشق، أمس، لتدفع الصراع المحتدم بين إيران ودولة الاحتلال الإسرائيلي في أعقاب هجوم 7 أكتوبر، إلى مرحلة جديدة من الحرب المعلنة والمواجهة المباشرة، بعد سنوات من حرب الظل والوكلاء بين الجانبين، لا سيما وأن استهداف المنشآت الدبلوماسية أشبه باستهداف إيران على أراضيها، بحسب خبراء.
وتعد الضربة التي أدت إلى مقتل سبعة من رجال إيران المهمين في المنطقة منهم قائد عمليات فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في سوريا ولبنان، محمد رضا زاهدي وقادة آخرين، هي الأعنف منذ بدء التصعيد.
ويعدُّ زاهدي من كبار القادة في الحرس الثوري الإيراني، وكان قد شغل منصب نائب رئيس العمليات من العام 2015 وحتى عام 2018، كما تولى قيادة القوات الجوية والبرية في الحرس بين عامي 2004 و2007.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، قال مسئولون إيرانيون إن الغارة استهدفت اجتماعا سريا بين مسئولي المخابرات الإيرانية وقادة من حركة الجهاد الفلسطينية في المبنى الملاصق لمبنى السفارة الإيرانية في دمشق.
وتعرض مبنى القنصلية بحسب سفير إيران لدى سوريا حسين أكبري لهجوم بطائرتين مقاتلتين من طراز "إف-35"، مضيفا أن "هذا الهجوم سيكون له ردنا العنيف".
ونقلت "نيويورك تايمز" عن 4 مسئولين إسرائيليين، تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم أن إسرائيل كانت وراء الهجوم في دمشق، لكنهم نفوا أن يكون للمبنى وضع دبلوماسي.
وبحسب مسئولون إسرائيليون، فإن المبنى كان "موقعا استيطانيا للحرس الثوري، مما يجعله هدفا عسكريا مشروعا"، على حد زعمهم.
وفي الوقت الذي نقلت فيه وكالة "تسنيم" الإيرانية شبه الرسمية عن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قوله، اليوم الثلاثاء، إن "الهجوم الإسرائيلي" على القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، "لن يمر دون رد"، أفاد موقع "أكسيوس" الإخباري نقلا عن مسئول أمريكي، أن الولايات المتحدة "أبلغت إيران بأنه ليس لها أي دور أو علم مسبق" بالضربة التي طالت القنصلية الإيرانية في سوريا.
ويرى الخبراء أنه مع تلقي طهران تلك الضربة الموجعة، فإن ردود فعل طهران المحتملة قد تتأرجح ما بين ردود باهتة لحفظ ماء الوجه، أو التصعيد لحد استهداف مصالح إسرائيلية في الخارج.
ووفقا للخبراء فإن إيران قد تدفع حزب الله في لبنان لإطلاق صواريخ على أهداف إسرائيلية أو تنفيذ عمليات داخل إسرائيل، كما قد تستخدم إيران المليشيات في شنّ هجمات على مواقع عسكرية أميركية في العراق وسوريا، خاصة في منطقة غرب الفرات.
وتبقى احتمالات الخروج من حرب الظل غير المعلنة بين الجانبين، لتختار طهران عدم الاكتفاء برد الضربة عبر وكلاءها في المنطقة وتعمد إلى الرد على تل أبيب مباشرة بتنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية في المنطقة وخارجها، وليس داخل إسرائيل، كما حدث في استهداف مبنى في أربيل بإقليم كردستان في العراق بالصواريخ، يناير الماضي، بدعوى أنه مقر لجهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد"، أو استهداف سفن تابعة لإسرائيل في البحار، وسفارات إسرائيلية في دول رخوة أمنيا.