كتب-أحمد عبادي
مع تصاعد الاتهامات المتبادلة بين حركة حماس التي اتهمت السلطة الفلسطينية بإرسال ضباط أمن إلى شمال قطاع غزة، بذريعة تأمين شاحنات المساعدات، وحركة فتح التي ردت باتهام حماس بالسعي إلى إبرام اتفاق مع نتنياهو للإبقاء على دورها الإنقسامي في غزة والساحة الفلسطينية.
برز إسم اللواء ماجد فرج رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية بوصفه محرك الفتنة والمسئول عن العناصر الأمنية التي تعاونت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي ورافقت شاحنات المساعدات إلى شمال غزة.
وقال قيادي في حركة حماس، إن هذه القوة تسللت إلى شمالي القطاع، في مهمة رسمية بأوامر مباشرة من ماجد فرج الله رئيس المخابرات في السلطة الفلسطينية.
وأضاف بيان الاتهام، أن هدف تلك القوة المسلحة، هو إحداث ما وصفها بحالة من البلبلة والفوضى في صفوف الجبهة الداخلية، وأن ذلك جرى بتأمين من جهاز الشاباك الإسرائيلي.
ويشار إلى أنه وفي 12 مارس 2024، أفادت القناة 14 الإسرائيلية أن مدير المخابرات الفلسطينية ماجد فرج بدأ العمل على بناء قوة مسلحة جنوب قطاع غزة.
وأضافت القناة أن قوة فرج -التي يعمل عليها- تتكون من عائلات لا تؤيد حركة حماس لتوزيع المساعدات من جنوب القطاع إلى شماله.
وقبل ذلك، قالت هيئة البث الإسرائيلية (كان) إن رئيس مجلس الأمن تصاحي هنجبي التقى مؤخراً فرج بموافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وأشارت "كان" إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآڤ جالانت اقترح تولي ماجد فرج إدارة قطاع غزة مؤقتاً بعد انتهاء الحرب.
وقالت الهيئة إن إسرائيل تدرس استخدام رئيس المخابرات الفلسطينية لبناء بديل لحركة حماس في اليوم التالي للحرب.
وينص المقترح على أن يتولى ماجد فرج إدارة غزة بمساعدة شخصيات ليس بينها عضو في حركة حماس.
والجدير بالذكر أن اللواء ماجد فرج شغل منصب رئيس الجهاز خلفا لرئيس الجهاز السابق اللواء محمد منصور أبو عاصم ليكون بذلك فرج رابع مدير للجهاز منذ نشأة السلطة الفلسطينية بعد أمين الهندي وتوفيق الطيراوي ومحمد منصور الذي لم يعمر طويلا بعد أن عين خلفا للطيراوي.
وهو من مواليد عام 1962 من سكان مخيم الدهيشة للاجئين جنوب بيت لحم وينحدر من قرية راس ابو عمار المحتلة عام 1948 قضاء القدس.
ودرس فرج في مدارس وكالة الغوث بالدهيشة واعتقل في بداية المرحلة الثانوية لمدة عام ونصف وتوالت الاعتقالات وتكثفت في سجون الاحتلال حيث كان فرج من أوائل المعتقلين في سجن الفارعة كما اعتقل في الظاهرية والمسكوبية والخليل ونابلس وعتليت والنقب ووصل مجموع عمليات اعتقاله لأكثر من 15 مرة ليمضي حوالي 6 سنوات في السجون والمعتقلات الإسرائيلية.
وكان فرج من قيادات الاراضي الفلسطينية ومن مؤسسي لجان الشبيبة الذراع النقابي والجماهيري لحركة فتح والتي حظرت في عام 1987 وكان من قيادات انتفاضة 1987 وتم تسميته في اللجان السياسية قبيل اوسلو.
والتحق فرج مع قدوم السلطة بجهاز الأمن الوقائي كمدير لأكثر من محافظة مثل دورا وبيت لحم إلى أن تم تعيينه مديرا لجهاز الاستخبارات العسكرية في عام 2006 وكان من ركائز إدارة وضبط الفلتان الأمني كما كان من ضمن اللجنة الثلاثية لحركة فتح في الحوار مع حركة حماس في القاهرة.
وقد سبق أن طُرح اسم ماجد فرج بديلا محتملاً للرئيس الفلسطيني محمود عباس، ووفق تقارير الصحافة الإسرائيلية، فإن ماجد فرج هو أقوى وأكبر شخصية أمنية في السلطة الفلسطينية، ويعتبر مقربا من عباس، ولديه علاقات ممتازة مع كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين.
وبحسب هذه التقارير، ينسق ماجد فرج نيابة عن السلطة مع كل من الشاباك ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية ووكالات الاستخبارات العربية والغربية. يأتي ذلك فيما تفيد تسريبات بأن واشنطن تضغط على تل أبيب لتقديم تصور عن رؤيتها لإدارة غزة بعد انتهاء الحرب.