رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

آخر لحظات في الحياة، طبيب يروي مواقف عايشها مع المرضى في أيامهم الأخيرة

المصير

الأربعاء, 27 مارس, 2024

04:24 م

جعل الله الموت عبرة لمن لا يعتبر، و كتب لكل نفس أجل بمجرد أن انتهى، انقطع العمل وجاء الحساب و حكمة الله سبحانه وتعالى أن أخفى موعد الموت، ليجعل الإنسان عاملاً ذاكراً لله دائماً، ولا يعرف الإنسان مكان موته أو موعده، طفلاً كان أم كهلاً وعلى فراش المرض أم فراش النوم.

وفي حديث خاص لـ "المصير" تحدث إلينا، طبيب أمراض قلب وعناية مركزة، عن آخر لحظات للمرضى على فراش الموت وكيف يقضونها.

حديث الموت وثمرة الحياة

وقال الطبيب إن شكل المريض و ملابسه و هيئته وحتى طريقة حديثه، تكشف عنه الكثير وعن شخصيته فالبعض طوال فترة العمل، يمكن أن يسب الأطباء والمرضى بالكلمات السيئة، وعند تعرضه للألم يتلفظ بكلمات مشينة للغاية، ولكن البعض يصبر ويحاول أن يتخطى الألم.

وكذلك عند الوفاة بعض المرضى يصدر عنهم ألفاظ الكفر، أو سب الدين والتعدي على عظمة الخالق، فراش الموت يكشف الإنسان ومن خلال مهنتي رأيت الكثير، ولكن بعض الحالات لا تتفوه بكلمة واحدة و تقضي آخر لحظات في حياتها بهدوء تام، ولا يصدر عنها أي ايحاء أو أي ملاحظات غريبة.

وعلى الجانب الآخر بعض المرضى على فراش الموت، يذكرون الله ويقرأون آيات القرآن الكريم، و بصفتي طبيب وأحياناً أكون آخر محطة و آخر صورة يراها المريض، فأحاول أن ألقن المريض الشهادة والبعض ينطقها بسهولة والآخر يحرك يده، أو فمه والبعض يشير إلي بعينه، وكأنه يحدثني بها.

حكاية مؤذن الجامع

وأضاف الطبيب قائلا: لن أنسى طيلة حياتي الشيخ محروس "مؤذن الجامع"، تم احتجازه في غرفة العناية المركزة، لمدة أسبوع تعلمت منه ما لم أنساه أبداً، في لحظات موته ظل يؤذن حتى خرجت روحه، وأثناء فترات عدم الوعي كان يتحدث عن الجنة وأنهارها و أن الملائكة حوله، وكيف فرح بمرضه وأن الجنة في انتظاره.