كتب - طونى حنا
تعليقاً على قرار مجلس الأمن الدولى بشأن وقف إطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان المبارك، قال الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية بجامعة بورسعيد والمفكر السياسي، "أن قرارات مجلس الأمن ملزمة بصفة عامة لأنها صادرة عن الحكومة التنفيذية للأمم المتحدة، لكن إسرائيل لن تُنفذ هذا القرار، لأنها لا تحترم قرارات الأمم المتحدة منذ نشأتها، فضلاً عن الدعم السياسى لها من الولايات المتحدة الأمريكية والذى يعتبر غطاءً سياسياً لها فى مواصلة الحرب ضد الشعب الفلسطينى فى غزة .
وأوضح زهران، أن قرار مجلس الأمن الذى صدر بوقف إطلاق النار فوراً، يفتقر إلى النص على عبارة أن ما يحدث هو تهديد للسلم والأمن الدوليين، والذى يستلزم فى هذه الحالة تطبيق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة بأنه فى حالة عدم تنفيذ هذا القرار فإن على الأمم المتحدة إستخدام القوة العسكرية لإجبار الأطراف المتصارعة على وقف الحرب، وهو ما حدث مثلاً فى الحرب فى البوسنة والهرسك بمنطقة البلقان فى أوربا فى التسعينات.
قرار 242 للأمم المتحدة لم ينفذ قبل ذلك
وتابع زهران: "بأن هذا القرار الذى صدر من مجلس الأمن يصبح قراراً عادياً مثل قرار 242 للأمم المتحدة والذي نص على إنسحاب إسرائيل من الأراضى العربية المحتلة والصادر في أغسطس ١٩٦٧ وهو القرار الذي لم يتم تنفيذه حتى الآن، اللهم إلا إنسحاب إسرائيل من سيناء بعد هزيمتها فى حرب السادس من اكتوبر عام ١٩٧٣ .. مشيرًا إلى أنه لا يوجد حل مع الكيان الصهيونى سوى إستخدام القوة العسكرية.
توظيف سياسي
وعن توظيف القرار سياسياً أشار استاذ العلوم السياسية، أن هذا القرار فى صالح المقاومة الفلسطينية والتى يمكن أن تسعى لتوظيفه سياسياً، بإظهار الكيان الصهيونى بأنه لا يحترم قرارات مجلس الأمن، وأنه سيستمر فى العدوان، الأمر الذى يستلزم ضرورة تحرك المجتمع الدولى لفرض عقوبات على الكيان الصهيونى لإجباره على إحترام قرارات مجلس الأمن مثل قطع العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية، وبالتالى يمكن توظيف قرار مجلس الأمن سياسياً لممارسة ضغوط على الكيان الصهيونى حتى من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية نفسها لإجبارها لوقف العدوان على غزة .
