19 مارس يوم لن تنساه أجيال عاصرت حرب 6 أكتوبر المجيدة، وهي الوحيدة القادرة علي رواية تفاصيل هذا اليوم التاريخي لأبنائها وأحفادها .. فهو يحمل انتصارا سياسيا مذهلا ومكملا للملحة العسكرية الباسلة علي خط قناة السويس عندما تفوقت الدبلوماسية المصرية علي المكر الإسرائيلي واستردت بحنكة التفاوض آخر شبر من أرض سيناء الغالية وهي قطعة طابا عبر التحكيم الدولي.
** خرائط "الشرعية"!
ولعبت الدبلوماسية المصرية دورها الرائع ببراعة واقتدار فى جمع الوثائق، وقدمت وزارة الخارجية حينها 29 خريطة بأحجام مختلفة تثبت الملكية المصرية لطابا، كما عرضت 10 خرائط من الأرشيف الإسرائيلى نفسه تثبت تبعية طابا للأراضى المصرية، بينما قدمت إسرائيل 6 خرائط فقط، ليجد العدو المحتل تفسه في مأزق حرج أمام العالم بأسره.
** معركة الاسترداد!
واستمرت معركة استرداد طابا من الاحتلال المغتصب 7 سنوات، بدأت في مارس عام 1979، مع توقيع معاهدة السلام "كامب ديفيد"، ورفضت إسرائيل الانسحاب بشكل كامل، وقررت الاحتفاظ بالعلامات الحدودية رقم 13 والخاصة بمنطقة طابا، وأعلنت مصر آنذاك أنها لن تفرط في حقوق أرضها المشروعة، وتنطلق "معركة الاسترداد"!.
** التحكيم الدولي!
فقد قررت مصر اللجوء إلي التحكيم الدولي في معركة استمرت عامين، حاولت فيهم إسرائيل تضليل الرأى العام العالمى بأن العلامات التى تم الاتفاق عليها فى 1906 تم تعديلها فى 1915، وقدمت مصر الوثائق والخرائط التى تثبت تبعية طابا للأراضى المصرية
** الجلاء التام!
ومرت 3 أسابيع من المرافعات، ليعلن القاضي السويدي رئيس هيئة التحكيم الدولي، حكمه التاريخي بأن وادي طابا بأكمله وبما عليه من إنشاءات سياحية ومدنية هي "أرض مصرية خالصة" .. وبعدها تم التوصل إلي عقد حمل اسم "اتفاق روما التنفيذى" فى 29 نوفمبر 1988، والذى نص فيه على تحديد علامات الحدود الأربعة عشرة وفقا للحكم الصادر عن محكمة التحكيم، وانسحاب إسرائيل من الأرض المصرية إلى ما وراء هذه العلامات فور تحديدها، وأشرقت شمس 19 مارس 1989 مع إجلاء الإسرائيليين عن تراب طابا الطاهر، ورفع العلم المصرى لتحتفل مصر كلها كل عام بعيد تحرير طابا!.