• التموضاعات المذهبية فى لبنان تعرقل انتخاب رئيس الدولة وتسمح بالتدخل الخارجي
• الوضع الاقتصادي خطير وانعكاساته على الشعب مؤلمة
• طوفان الأقصى أحيا القضية الفلسطينية وحقق هزيمة مؤلمة للعدو الصهيونى
• أي انكسار للقضية الفلسطينية يمثل ضرب للأمن القومي العربي برمته
• أرفض ممارسة السياسة تحت عباءة طائفية أو مذهبية.
حاوره فى بيروت : محمد ابوزيد
الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في لبنان متأزم منذ سنوات، و حتى الآن لم يتم اختيار رئيس للدولة، بسبب التجاذبات السياسية والمذهبية والطائفية، مما أتاح للعديد من دول العالم أن تتدخل وتمارس ضغوطا بالجزرة والعصا من أجل إنتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، بالإضافة إلى إنهيار الأوضاع الاقتصادية والمجتمعية نتيجة لتراكم لعديد من الأزمات المستعصية على الخل، منها الأزمات المصرفية وإنهيار سعر صرف العملة الوطنية، وإنفجار مرفأ بيروت والأزمة السورية وتداعياتها على لبنان، لنصل اليوم إلى العدوان الإسرائيلي على غزة وجنوب لبنان ، مما له تداعياته على المنطقة العربية .. لذلك تأتى أهمية الحوار الذى اجرأه موقع "المصير" فى لبنان مع الدكتور أسامة سعد، وهو أيقونة الناصريين في لبنان،ورث الروح القومية والناصرية وروح البطولة والفداء عن والده معروف سعد وشقيقه مصطفى سعد.
والحديث عن دور معروف سعد ومصطفي سعد ودررهما في مقاومة كل القوي الإستعمارية وعلى رأسهم الصهاينة يحتاج لمجلدات، ويكفي أن تعرف أن شعبيتهم في لبنان تفوق كل التوقعات، فالشهيدان مصطفى سعد ومعروف سعد تم اغتيالهم،وتحولوا إلى رمز أكبر لكل القوي المناهضة للمشروع الاستعماري الصهيوني.
وورث أسامة سعد جينات الشرف والنبل ومناهضة المشروع الصهيوني من عائلته العريقة
وهو عضو فى المجلس النيابي اللبنانى والأمين العام للتنظيم الشعبى الناصري بلبنان ، وهو يعد من القلائل الذين يطرحون المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية على بساط البحث بعيداً عن المناكفات السياسية، ويبغض الطائفية والمذهبية ويراها سبب كل المشاكل والتدهور فى لبنان،
وتحدث الرجل بصراحة فى حواره مع موقع المصير عن المشاكل السياسية والاقتصادية فى لبنان، والسبب الحقيقى لعدم انتخاب رئيس الدولة حتى الآن،وانعكاسات الأزمة الإقتصادية الحالية على لبنان، ومأزق اختيار قائد الجيش اللبناني، ورؤيته لعودة الإستقرار، ورأيه فى طوفان الأقصى وأثره على الأمن القومي العربي، ورفضه ممارسة السياسة تحت عباءة المرجعية والمذهبية .
وإلى نص الحوار :
• ما أسباب تعذر انتخاب رئيس للدولة حتى الآن ولماذا تبدو الأمور كأنها حيطة سد ؟
لاتوجد مؤشرات على اقتراب تلك الأزمة ، يوجد إنسداد سياسي، مرتبط بعدم القدرة على إنتخابات رئيس الدولة، فمنذ إنتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون فى ٣١ اكتوبر ٢٠٢٢، حال الانقسام السياسي فى لبنان دون إنتخاب خلف له فى البرلمان، حيث يوجد تموضوعات طائفية ومذهبية حادة، وعدم الإجماع على ملفات سياسية داخلية وخارجية، ويوجد تطورات الأوضاع في جنوب لبنان، والعدوان الصهيوني على غزة، والعلاقات مع سوريا، وقضية النازحين السوريين، لايوجد توافقات لبنانية حالية، وهذه مؤشرات على أن البلد في خطر.
• ما إنعكاسات الأزمة الإقتصادية الحالية على لبنان؟
الأزمة الحالية صعبة، ولا يوجد حلول لمعالجة هذه الأزمة، خاصة أنه يوجد مليارات من الليرات أصحابها لايعرفون مصيرها، والوضع الإقتصادي خطير، ومعدل البطالة إرتفع جداً، وكثير من الشباب اللبناني يهاجر إلى خارج البلاد، مما يهدد مستقبل البلد، لهجرة شبابها الذين يمثلون حجر الزاوية في الإنتاج، بالإضافة إلى إنهيار في القطاع الصحي والقطاع التربوي وخدمات الكهرباء والمياه، وهذه الأوضاع إنعكاساتها على الشعب خطيرة.
• انتهت ولاية قائد الجيش اللبناني، ولا يوجد رئيس للدولة للتجديد له أو إختيار غيره لقيادة الجيش.... فكيف ترى هذا المأزق؟
نحن نضع الجيش في موقف صعب، فقائد الجيش انتهت ولايته يوم 10يناير، بالإضافة إلى أنه يوجد فراغ في منصب رئيس الأركان، فضلا عن أن المجلس العسكري غير مكتمل نصابه، وفي ظل عدم وجود رئيس للدولة فإن مهمة تحديد من هو قائد الجيش من إختصاص السلطة التنفيذية أي مجلس الوزراء، ولكن الحكومة هي حكومة تصريف أعمال، وتحول الانقسامات السياسية دون أداء مهامها بشكل فعال، مما يؤدى إلى شلل شبه كامل فى اتخاذ القرار ، فقامت الحكومة برمى القرار الخاص بمنصب قائد الجيش على مجلس النواب، حيث تم رفع ستة مشروعات قوانين للتمديد لقائد الجيش إلى مجلس النواب، ولتفادى شغور قيادة المؤسسة العسكرية فى ظل أزمة سياسية حادة وتبعات الحرب فى غزة، فقد أقر البرلمان اللبناني اقتراح قانون مدد بموجبه ولاية قائد الجيش عاماً واحداً ، وبصراحة وضع الجيش في هذا الوضع يهدد الأمن القومي.
• هل شغور منصب رئيس الجمهورية، بسبب التموضوعات الطائفية والمذهبية فقط أم أن هناك تدخلات خارجية؟
الأثنين معاً، التموضوعات الطائفية والمذهبية تتيح للقوى الخارجية أن تتدخل في قضايا الوطن، سواء إنتخاب رئيس الجمهورية أو إختيار قائد الجيش، يوجد تدخلات أجنبية ولكن بتسهيلات داخلية.
• ما رؤيتك لعودة الإستقرار؟
بالمسار النضالي، وقد كانت الانتفاضة الشعبية في ١٧ تشرين ٢٠١٩ جزء من التغيير لعودة الإستقرار، للإجماع على رفض التفريق على أساس مذهبى أو طائفى، أو مناطقي، ولكن أُحبطت ثورة تشرين، لذا يجب أن تعمل القوى السياسية الوطنية لفتح مجال للتغيير ، وتعمل لنفسها وزن لتغيير شكل التركيبة الطائفية والمذهبية لتفرض مسارات تغييرية في البلد .
• كيف ترى مايحدث في غزة ؟
هو استمرار للنضال الفلسطينى على أكثر من سبعة عقود، وهذه محطة من محطاته، وقد أعادت عملية طوفان الأقصى القضية الفلسطينية للصدارة بعدما كانت غائبة عن المشهد العربي والدولي، وأهميتها أن أبطالها فلسطينيين، وأنها حدثت فوق الأرض الفلسطينية، وألحقت بالعدو الصهيوني هزيمة كبيرة ومؤلمة، وأحبطت الهدف الإستراتيجي لإسرائيل المتمثل في تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية، وبحق فإن صمود الشعب الفلسطينين ومقاومتهم إسطورية، ويجب مساندة الفلسطينيين، لأن أي إنكسار تتعرض له القضية الفلسطينية يمثل ضرب للأمن القومي العربي برمته.
• هل ترفض ممارسة السياسة تحت عباءة مذهبية أو طائفية؟؟
نعم، فهذه ليست قناعاتى، وأنا أرفض أن أعمل تحت أي مرجعية، ولا أمارس السياسة من منظور ديني، وأرى أن المذهبية والطائفية أفضل خدمة للكيان الصهيوني .