كتب - شريف سمير :
نحن لا نبكي البشر فقط ،ولكن قد نبكي الحجر أيضا، خصوصا إذا كان يحمل علي جداره بصمات تاريخ وعلامات تفرد وشهادات تفوق وامتياز مثلما هو الحال في "استوديو الأهرام" .. ذلك الصرح الكبير والكيان العظيم،فهو أعرق ستوديوهات السينما في مصر، وتحول فجأة لكوم رماد بعد اشتعلت فيه نيران الإهمال قبل أن تجهز عليه نيران الحريق الذي اشتعل فيه أمس.
** 500 عمل درامي وسينمائى!
وجاءت بداية الاستوديو على يد اليونانيين «أفابخلوس أفراموسيس»، و«باريس بيلفيس» عام 1944، ليقدما هدية ثمينة إلى وطنهما الثاني، وزرع الاستوديو أقدامه بين أزقة الجيزة، واحتضنت مساحته التي بلغت 27 ألف كيلومتر مربع عشرات الأعمال الفنية الخالدة، حيث تم تصوير العديد من الأعمال الدرامية والسينمائية بداخله لما يزيد عن 500 عمل درامي وسينمائي.
** ابن حميدو وريا وسكينة!
ومن أبرز المسلسلات أرابيسك وحضرة المتهم أبي والملك فاروق والمرسى والبحار وحديث الصباح والمساء .. أما الأفلام السينمائية فكان أشهرها الهاربة وابن حميدو وعاشت للحب وحياة أو موت وريا وسكينة.
** صورة من ستوديو مصر
ويتخذ ستوديو الأهرام نفس نهج ستوديو مصر تقريبا، ويضم بلاتوهين وصالة عرض وتسجيل ومعمل تحميض أفلام، وصنعت جميع معداته السينمائية، من آلات تصوير وعرض وتحميض وإضاءة وصوت في مصر.
** ذكريات محرقة بني سويف!
ويجدد حريق ستوديو الأهرام ذكريات مؤلمة حول مأساة قصر ثقافة بني سويف فى 5 سبتمبر عام 2005، عندما فقد المسرح المصري عشرات الشهداء والجرحى بعد اندلاع نيران الإهمال فى مسرح القصر وانتشرت الأجساد المحترقة والصرخات المدوية في هذه البقعة من أرض صعيد مصر.
** شموع الموت!
ووقعت الكارثة أثناء تبديل ديكورات إحدى الفرق المسرحية وتشكيل كهف كبير بطول المسرح وتم إطفاء معظم الأنوار والاكتفاء بالشموع التي غطت المكان بكامله، لتشتعل فجأة النيران نتيجة اختلاط الشموع بكربون الديكور واقتراب فريون التكييف منها، فتحول المكان إلى قطعة من الجحيم واختنق الجمهور وسقط ضحايا المحرقة، ولم تهدأ حتى الآن نيران الحزن والحسرة في قلوب الأهالى والأصدقاء، ولم تطفئها أبدا إعانات المسؤولين العاجلة، ولم تبرد بعد حتى بعد إطلاق أسماء شهداء الفن والإبداع علي الأماكن والشوارع!.